Octopath Traveler II

Ibrahim يونيو 11, 2023
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير فريق Team Asano من شركة Square Enix حيث صدرت على منصة الـPC و PS4/5 وNintendo Switch في تاريخ 24 فبراير 2023
-A A +A

استحدث الجزء الأول من Octopath Traveler أسلوب تعاقب الأدوار الكلاسيكية بشكل رائع، حيث وضع Team Asano أطباقًا شهيّة على مائدة معجبي التصنيف كما لو أنهم لم يشعروا بحرارة الطعام لأعوام. وبعد خمسة سنوات من إصدار تلك التجربة الفريدة، يعود العنوان مجددًا بجزء ثاني حاملًا معه شغف وطموح هذا الفريق المذهل في صنع مغامرة جديدة تتضمن عالمًا وشخصياتٍ جديدة غير مرتبطة بسابقتها.

(لقراءة هذرة الجزء الأول انقر هنا)

القصة والشخصيات

سارت اللعبة بجزئها الثاني على ذات نهج سابقتها من حيث المسارات القصصية المنفردة لكل شخصية. ثمانية حكايات مختلفة تمامًا في طابعها، مشاعرها، سردها، أفكارها. مغامرات ممتعة، حملت كلّ واحدةٍ منها رواياتٍ وضعت بصمتها على اللعبة كاملة. تعدد الثيمات وأفكار القصص بالجزء الأول كان جيّدًا، والآن أصبح أكثر تنويعًا وثباتًا. فهنالك القصص المبهجة والمليئة باللحظات السعيدة، وكذلك أيضًا من خضت معهم غمار الحياة بعدما ذاقوا مرارتها وظلماتها. جميعها ممتعة ومميّزة بطريقتها الخاصة، أوصلت رسائلها وأكملت أهدافها بشكل جيّد وممتاز. المستوى العام لجميع القصص متقاربة لسابقتها بل يتفوق الثاني أحيانًا، حيث تميل الكفّة تارةً للجزء الأول في بعض الكلاسات وتارةً تتأرجح الكفّة بمستويات عظيمة نحو الجزء الثاني. راضي تمامًا عن ماقدمته اللعبة قصصيًا والجودة الشبه مثالية في الكتابة، ولا زلت منبهرًا بهذا الفريق الرائع بتوهّجهم المستمر. 

على خلاف استيائي من مستوى مقدمة الشخصيات بالجزء الأول، قدّمت اللعبة فصولًا أولى رائعة للغاية بأُسس قويّة جعلتني متعلقًا بالعالم والشخصيات والقصة ومجرياتها بفترة وجيزة. مستوى جذب الإنتباه السريع في Octopath Traveler II نقطة قوية تدل على مدى براعة الكتّاب ونادرًا ما نشهدها، فما بالك بلعبة نجحت بتحقيق ذلك في أكثر من نصف قصص شخصيات اللعبة! تصاعد الأحداث جيّد لمعظم الشخصيات، وكأن اللعبة مع مرور الفصول تسكب المزيد من الحبر على بصمة إبداعهم لتؤكّد روعة وجمالية اللعبة والسلسلة.   

ترابط القصص الثمانية سويًا أصبح أفضل من السابق، التلميحات المذكورة والأفكار المنثورة في أرجاء العالم تشير إلى ذات النقطة. أعجبني التحسن الواضح في هذا الجانب دون شروحات وتفسيرات غير ضرورية، لأن الفكرة واضحة للاعب المطّلع على أبسط مشاهد اللعبة الأساسية. بالإضافة إلى أن الجزء الثاني أبدع بتقديم فصل ختامي أفضل من الأول بشكل كبير من ناحية قصصية ومشاهد ممتازة تليق بنهاية المغامرات الرائعة. لا أود حرق محتواها، ولكن أنهيت اللعبة وأنا راضٍ تمامًا عن ما رأيته في الساعات الأخيرة.

دشّنت اللعبة بجزئها الثاني فصولًا خفيفة جديدة تجمع شخصيتين سويًا بمهام قصيرة متتابعة. تركّز على تسليط الضوء على علاقة شخصيتين بحوارات ومشاهد وأحداث لطيفة وممتعة. ليست دسمة بالمحتوى، ولكن قدّمت فصولًا خفيفة تبعتها ذكريات ومواقف جميلة بدورها ساهمت بتوطيد العلاقة بينهما بشكل جيّد. ولكن للأسف، عدد المهام بسيط جدًا وبتوزيع غير متساوٍ على كامل ساعات اللعبة حيث يُفتح الفصل الأول مبكرًا من اللعب ثم تأتي التكملة بعد الإنتهاء من الفصول الأخيرة للشخصيتين. على العموم، كانت إضافة جيّدة ليس لمتعتها ومحتواها فحسب، بل لأهميتها في أحداث القصة الأساسية. تمنيّت إضافة المزيد من القصص تجمع ثنائيات مختلفة وربما أكثر. 

أخذت القصص راحتها بشكل أطول من السابق مع فكرة جديدة عبارة عن تفرعات بسيطة لبعض الفصول، وذلك عبر تخييرك بسلك أكثر من مسار واحد حيث لا يهم الترتيب حتى تصل للفصل التالي (على سبيل المثال: الفصل الثاني يمتلك مسارين، لا يهم أيهما تسلك أولًا، وسوف يُفتح الفصل الثالث فور إنتهاءك منهما). ولكن للأسف، لم تُصقل الفكرة بما فيه الكفاية خصوصًا مع تواجد فارق كبير بين المستوى المطلوب لكل مسار مما جعلني أسلك أولًا المسار الأقل صعوبة بديهيًا. بالإضافة إلى عدم ترابط المسارات سويًا قصصيًا وكأنك لم تقم بلعب المسار الآخر بعد، حيث تتطرق أمور بمسار معيّن وكأنك لم تُنهي المسار الآخر (الذي أنهيته بالفعل). أشكر الفريق على تدشين هذه الفكرة التي أتاحت لهم تقديم فصولًا أكثر لشخصياتنا مع حل بعض من مشاكل الفصول بالجزء السابق عبر تنويع جيّد في محتوى كل جزئية (سأتحدث عن ذلك لاحقًا)، ولكن ليتهم صقلوها بشكل أفضل من ذلك.

الشخصيات! Team Asano دائمًا ما يصنعون شخصياتهم بحب ممزوج بوصفة سحرية تجعلني متعلقًا بهم بمختلف العناوين والسلاسل. منذ الوهلة الأولى في مقدمة كل شخصية بالفصل الإفتتاحي، وجدت نفسي منجذبًا نحوهم ومهتمًا بكل تفاصيل حياتهم وعلاقاتهم بلا استثناء. بناء رائع لجميع الشخصيات مع مرور الفصول، متميّزون بطريقة فريدة حيث يبعث كل واحدٍ منهم طاقة ومشاعر مختلفة تُشعرك بالتنوع الضخم في الثمانية تجارب. أحببتهم سريعًا، وتعلّقت بهم أسرع. كُتبت قصصهم ببراعة حتى جعلتني أغوص في إنبهاري كلما تفكّرت بمدى هذا الإبداع القصصي في صناعة 8 حكايات بجودة عالية بلعبة واحدة. سُردت خلفياتهم القصصية بطريقة مثالية تُظهر مدى بسالة أرواحهم، تعاسة وسوداوية حياتهم، طموح شغفهم، طهارة قلوبهم. شهدت تطورًا رائعًا لشخصياتهم على مدى الرحلة الاستثنائية، فصلًا وراء فصل، يُثبتون روعة Octopath Traveler II.

واستمرارًا لنجاح الجزء السابق، قدّمت اللعبة مجموعة شخصية جانبية ومساندة رائعة للغاية في كل قصة، أدوارهم ممتازة وتأثيرهم ملموس. حضورهم أضاف الكثير والكثير من روعة ومتعة جميع القصص، حيث لا تقل أهمية معظمهم عن الشخصيات الرئيسية. ساهموا بشكل رائع في تطوّر الشخصيات الأساسية حتى أصبحت لما هي عليه، وجودهم بحد ذاته زاد من نجاح جميع القصص والأحداث الصغيرة منها والكبيرة. كما جمعتهم علاقة جميلة ولطيفة بالشخصيات الرئيسية، ومواقف عديدة بمختلف المشاعر المبهجة والمحزنة.

غرماء الجزء الثاني تفوقوا بشكل واضح على الجزء الأول. هنالك الأساسيين منهم، وكذلك الذين تصادفهم أثناء سعيك لمبتغاك. معظمهم ممتازين وجيّدين، لهم ثقلهم الخاص قصصيًا وبالقتال كذلك. كتابة رائعة، دوافع قويّة، مواجهات حماسية. سوف تتذكر الكثير منهم حتى بعد الإنتهاء من اللعبة، وسوف تتغنّى بروعة القتالات الرائعة والعظيمة لمواجهاتهم.

قدّمت Octopath Traveler II في طبقٍ من ذهب مجموعة قصص شبه متماثلة في الجودة أشبه بسلسلة متكاملة داخل لعبة واحدة. بها جميع السمات الحميدة قصصيًا من شخصيات وكتابة وحبكة وأحداث بمختلف الأساليب والأفكار. واستكمالًا لهذا الإبداع منقطع النظير، أصبح أسلوب اللعب أكثر إدمانًا ومتعةً وتنويعًا!

أسلوب اللعب

أعشق مفاجأة تطوّر جانب معين من لعبة في جزئها الثاني بعدما كانت ساطعةً بإبداعها في الجزء الأول، وللعبتنا Octopath Traveler II مثالٌ يُحتذى به. أسلوب القتال والمهارات والتنوّع الضخم بالجزء الأول خلق تجربة تعاقب أدوار فريدة في لعبها وأنظمتها، والآن، صقل الجزء الثاني هذا الجانب ليُصبح أكثر متعةً وإدمانا. 

بدايةً، دشّنت اللعبة نظام تعاقب الليل والنهار، حيث تستطيع التبديل بينهما بلمح البصر بكبسة زر أو عبر إنتظار مضيّ الوقت. الجميل بهذه الميزة اختلاف مواجهة الأعداء العشوائيين حيث تصادف ليلًا وحوشًا أكثر ضراوة بمكافآت أعلى عند التغلب عليهم. كما أصبح لكل شخصية مهارتين تفاعلية مع الشخصيات الغير قابلة للعب بدلًا من واحدة، حيث يمكنك تفعيل واحدةٍ منها نهارًا والأخرى ليلًا. والجميل في هذه المهارات أنه أصبح توظيفها على مدار اللعبة أكثر فعالية. 

أيضًا، الخصائص المميزة لكل شخصية صُقلت بناءً على الهفوات البسيطة لكل كلاس من الجزء الأول، حيث تطوّرت معظمها حتى وصلت مرحلة مقاربة للكمال. أبرز التحسينات الرائعة كانت من نصيب شخصية الـHunter، حيث أصبح بإمكانها استعمال ذات الوحش المصطاد بعدد لا نهائي من المرات على خلاف الجزء السابق. بالإضافة إلى شخصية الـApothecary القادرة الآن على صناعة عقاقير أكثر فائدة وقوّة مع ظهور وصف لكل خليط قبل استعماله لأول مرة. كما أصبح أحد أقوى الكلاسات قوّةً Warrior أشد ضراوة مع ميزة رائعة تتيح للشخصية تعلّم مهارة من خصم بارزته وتغلبت عليه. على العموم، الكلاسات جميعها دون استثناء أصبحت أكثر عمقًا، وهذا ما سمح للعبة بخلق المزيد والمزيد من الخيارات والتشكيلات اللانهائية من الهجمات والخصائص والمزايا المتنوعة مع تحسينات وإضافات جعلت من الجزء الثاني تتمّة مثالية في أسلوب القتال.

لمسات Team Asano على الجزء الثاني في أسلوب القتال لم تقتصر لهذا الحد، بل قدّموا أيضًا مهارة من نوع جديد بعنوان Latent Powers يُشحن شريطها بعدما تتلقى الشخصية ضررًا أو تكسر ذات الشخصية دفاعات الخصم. وهي عبارة عن ميزة أو هجمة مختلفة لكل شخصية بفوائد واستخدامات متنوعة، على سبيل المثال، إعادة شحن شريط BP بالكامل، أو التركيز على خصم واحدٍ بشنّ هجوم شديد الضراوة، أو اللعب لمرتين في ذات الدور. لن أكتفي بوصف ومدح الكم الهائل من التنويع الممكن في تشكيل استراتيجياتك خصوصًا بعد تقديم الميكانيكيات والتحسينات الجديدة على أسلوب القتال.

جميع الشخصيات قويّة! بدون استثناء. الحيرة رافقتني طوال الرحلة وفي كلّ حانة أزورها، من أُشرك في فريقي؟ الأفضلية والمهارات التي تقدّمها كل شخصية مفيدة وذات تأثير ملموس بمختلف المواقف. مستوى الصعوبة الإعجازي أصبح من الماضي، فبالجزء الثاني تميل كفّة أهميّة تسليح وتشكيل مهارات الشخصيات عن لفل الأعداء وقوّتهم. يمكنك بسهولة صنع آلات وحشية من الشخصيات الخارقة في قوّتها وهجماتها، وبذلك، حلّ فريق التطوير واحدة من أهم مشاكل الجزء الأول. ولكن، إن فشلت في مواكبة تطوّر تحدّي اللعبة المتصاعد، سوف تكون اللعبة جحيمًا خصوصًا مع كثرة المواجهات العشوائية المزعجة (التي للأسف لا زالت موجودة).

العالم والمغارات

عالم الجزء الأول الرائع والمفعم بالحياة أعتبره واحدًا من أفضل عوالم صناعة الألعاب بشكلٍ عام وفي تصنيف تقمّص الأدوار اليابانية بشكل خاص. ولكن، لم أتصوّر بأن الجزء الثاني قد يتفوّق عليه وبمستوى خيالي من الإبداع! حيوية القرى والتصاميم المثالية لكل منطقة تصرخ بالفن والروعة، تفاعل العالم من حولك والشخصيات والطقس وتعاقب الليل والنهار يُدرس. تنويع كبير وضخم للقرى في الثيم الخاص بها وموقعها القصصي والتصاميم بكل تفاصيلها. أسرار كثيرة وخبايا ممتعة للاستكشاف، دخلت جميع البيوت والمنازل فضولًا لرؤية أدق تفاصيل هذا العالم المبهر من جميع الزوايا والأزقة. 

قصص الفصول لكل شخصية نقشت في جميع القرى والمدن مشاعر علّقتني بالمكان وماضيه وأحداثه مهما كانت الرحلة قصيرة، وكأن المناطق تساعد في رواية كل حكاية بأبهى طريقة. تفاعل الشخصيات العابرة، وإخلاص الشخصيات الجانبية لقضيّتهم، ومثابرة أبطالنا في تحقيق مبتغاهم، كلّ ذلك بالإضافة إلى روعة التصميم والأفكار بالمناطق أدّت لصناعة عالم مليء بالذكريات الجميلة مع هذا العنوان الرائع.

قدّمت اللعبة مجموعة مهام جانبية جديدة من نوعها على السلسلة، قصيرة وممتعة بأفكارها تخص شخصية التاجر، حيث يجوب العالم ليُبهرهم بمهاراته وشخصيته المميزة. ومن خلال أحد المهام، يحصل فور الإنتهاء منها على سفينه تخوّلنا للإبحار والتنقل بحرًا (مشابهة لفكرة السفن من أجزاء فاينل فانتسي الكلاسيكية) للمزيد من المساحات والمناطق القابلة للاستكشاف واللعب. وبالتأكيد، سنشهد من خلالها محتوى مختلف عن الموجود في الأراضي الأخرى من حيث التصاميم والأعداء والأفكار.   

المهام الجانبية المعتادة من الجزء السابق جيّدة في محتواها، قصص جميلة ولطيفة تربطك بالعالم وتزيد من معرفتك بكل منطقة من حيث حالة أهاليها وأفكارهم وإعتقاداتهم، ماضي القرية وما عانته عبر الزمان، وغيرها. وجدت نفسي مهتمًا بإنجاز الكثير من القصص الجانبية حتى في أوج عطاء القصة الأساسية وحماسة أحداثها. ولكن، ما ثبّط هذا الشغف في الكثير من الأحيان الضبابية والضياع الذي يلحقك فور بدايتك للمهمة، وهي ذات مشكلة الجزء السابق، حيث لن تجد ما يُرشدك في الغالب نحو الخطوة القادمة. يُحزنني بأن عيوب هذه اللعبة تخرج من ضلع إيجابياتها.  

أصلحت اللعبة نوعًا ما بجزئها الثاني بعضًا من مشكلة شبه تكرار قالب جميع الفصول حيث كانت جميعها تسير على نهج مغارة ثم زعيم حتى وإن لم يكن ضروريًا قصصيًا. والآن، شعور تكرار المغارات ومستواها المتدني أحيانًا أصبح من الماضي حيث غدت أكثر متعة وأهميّة بموضعها القصصي، لا تزال بسيطة التصميم بالمجمل، ولكن أصبح للمغارات والزعماء حضورًا أقوى حيث تخوض صعابهم حينما يخدمون القصة غالبًا وبمستوى أفضل من سابقتها. تحسّن التنويع في تصميم الكهوف والقصور والغابات وغيرها، حيث تستشعر من خلال اللعب بتجربة مختلفة عن المغارات الأخرى. لم أشعر بتشابه الروتين في معظم الفصول، ولكن كنت أتمنى تنوعًا أكبر من الأفكار، فأنا طمّاعٌ لجعل هذه السلسلة تحفةً متكاملة. 

استمرت اللعبة بتقديم عنصر استكشاف مثمر وممتع، حيث لن يذهب جهد سلكك لأي طريق فرعي هباءً منثورا سواء كان ذلك في عالم اللعبة أو المدن أو المغارات. أسلحة قويّة، عناصر مفيدة، عتاد نافع على المدى القريب والبعيد. وإن لم تجد ما يُفيدك عمليًا، سوف تجد ما يسرّك بصريًا بالغوص في تفاصيل عالم اللعبة الاستثنائي. أحببت التفاعل مع ما حولي من شخصيات ومباني وفعاليات وغيرها، وغلبني الفضول في كثير من الأوقات حتى جُرفت بعيدًا عن مسار القصة الأساسي.

المشكلة الأزلية لا تزال تلاحق هذا العنوان، المواجهات العشوائية. التنقل بين أرجاء العالم والمغارات جحيمية بسبب موجة الأعداء اللانهائية، صعبةً أو سهلة، كانت ولا زالت كالشوكة العنيدة في عنق السلسلة. أعتبرها منذ الجزء السابق السلبية الأكبر في اللعبة، حلّها بمواكبة العناوين الحديثة من الممكن بإعتقادي أن يجعل من هذه التجربة مثالية خالية من العيوب المؤثرة.

الأعداء والزعماء

تنويع الأعداء أفضل قليلًا من مستوى الجزء الأول الجيّد في تقديمه لهذا الجانب، وبشكل أخصّ، تحسّن بشكل واضح من ناحية المغارات الجانبية حيث زادت فصائلهم عن سابقتها. كما أصبح صيد الوحوش والحيوانات ممتعًا للغاية في كلاس الـHunter، وذلك لتعدد الخيارات الممكن صيدها واستعمالها لاحقًا لمصلحتك. المشكلة بأنني لا أزال بين نارين عند الحديث عن الأعداء، وذلك لأن قتالهم ممتع بالفعل ولكن تكرار المواجهات العشوائية بعدد جنوني قتل جزء كبير من روعة المعارك. 

بالنسبة للزعماء، أرغب بالبكاء من مدى إنبهاري بمستواهم. تميّزت معظم المعارك بأهميّة قصصيّة، وليس فقط عددًا يشغل حيزًا من عمر ومحتوى اللعبة دون إضافة ملموسة على قيمتها. قصصيًا، واجهت الكثير من المعارك الملحمية، الدرامية، العظيمة في تقديمها ووزنها الثقيل على الأحداث والقصة. حكايات ممتازة بدأت شيّقة وكُتبت بإبداع، وخُتم معظمها بقتالات لا تُنسى خالدة في الأذهان. صُممت النزالات بميكانيكيات ممتعة للغاية، تختبر مستواك في التخطيط وتصميم قدرات الشخصيات بتحدّي رائع يترجم مجهودك. وأودّ الإشادة بأن المعركة الأخيرة، دون تردد، تدخل قائمة أفضل آخر الزعماء في تصنيف تقمّص الأدوار اليابانية. 

الجانب الفنّي

جمالية هذه اللعبة فاتنة، مبهرة، بهيّة. وكأن Team Asano جعلنا نرفع من توقعاتنا نحو الجانب الفنّي بعد الجزء الأول، وذلك كي يكسروا سقف تخيلاتنا بمستوى إعجازي من السحر والروعة في الجزء الثاني. تصاميم الشخصيات والزعماء والأعداء جميلة بمستوى رسوم بكسيلية ممتازة وحيوية بالمزيد من التفاصيل والتعابير والتحركات والإنسيابية مقارنةً بسابقتها. خلفيات جذابة، مبهجة لأعين اللاعبين، فريدة في مناظرها. تنوّع ضخم كبير في تضاريس العالم مع إبداع غير مسبوق في صناعة تشكيلة واسعة للغاية من المناطق بمختلف الثيمات وبمستوى رائع. مدن عصرية صُممت بأزقة وتفاصيل مثالية، قُرى الكاوبوي نقلت أجواءها بمشاعر استثنائية، مناطق ساحلية مليئة بأجواء البهجة والإحتفالات، وغيرها الكثير. الديناميكية والسلاسة الرهيبة في تناسق حركة الشخصيات مع العالم مريحة في المشاهدة، بالإضافة إلى تلاعب مثالي في الإضاءة ليلًا ونهارًا. كما استعرضت اللعبة بهذا الجزء مشاهدها بأسلوب جديد في كثيرٍ من الأوقات بزوايا مختلفة تُظهر جمالية المشهد ووزن الأحداث وثقلها.

المبدع Yasunori Nishiki صنع من جديد ألبوم موسيقي يعبّر عن سحر وجمال ألحان تصنيف تقمّص الأدوار اليابانية. تفرّد الجزء الأول بمستوى استثنائي، وتفوّق الثاني على جميع الأصعدة موسيقيًا. المعزوفات الخاصة لكل شخصية تعبّر بمثالية عن هالة الشخصيات وطباعها، المشاهد السينمائية بجميع أحداثها الرائعة أرتقت بمجموعة ألحان نقلت مشاعر عجزت بعض الحوارات عن إيصالها، موسيقى المعارك قمّة في الروعة سواء بالمواجهات العشوائية أو الزعماء حيث لم تفشل في إشعال حماس القتال بجميع الظروف. التنقل بالعالم والاستكشاف جميل وممتع بطبيعته خصوصًا مع المناظر الخلّابة والرسوم البهيّة، ولكن، الجودة المذهلة لمعزوفات اللعبة المميّزة لكل منطقة جعلت من العالم بأكمله جذابًا يسحبك لوعي مختلف من الانسجام بتفاصيل الحياة فيها. 

فكرة جعلي مخيرًا بين اللعب ليلًا أو نهارًا والتبديل بينهما بكل سلاسة ممتازة جدًا، ولكن في بعض الأوقات وجدتها عذابًا بسبب الحيرة الناشئة من الجمال الطاغي لكلٍّ منهما! كل منطقة تطؤ قدمي عليها، أول ما أفعله تجربة الشعورين كي أرى الإبداع الفنّي بجميع أحواله. حيوية العالم وفتنته مختلفان في الفترتين، وجميعهما يتنافسان في الأفضلية رسوميًا وموسيقيًا. تصاميم ورسوم مبهرة بكلّ ظروفها الزمنية، وألحان ساحرة للغاية جعلتني في بعض الأوقات استبدل الليل والنهار بشكل دوري كي أحصل على المتعة كاملة.   

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/