Bayonetta 3

Ibrahim أبريل 01, 2023
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير PlatinumGames حيث صدرت حصريًا على جهاز الـNintendo Switch في تاريخ 28 أكتوبر 2022
-A A +A

عندما يُذكر تصنيف Hack and Slash في أي حوار، يحضر فورًا في ذهن المستمع سلسلتيّ Devil May Cry و Bayonetta. ويعود ذلك للمنافسة الشديدة بين العنوانين على مر السنين لما قدّماه من متعة جنونية أعادت تركيب ألعاب التصنيف من بعدهم. والآن، وبعد إنتظار دام طويلًا من عشاق التصنيف، الجزء الثالث من سلسلة Bayonetta يرى النور أخيرًا بعد نجاحه بالهروب من شبح مشاكل التطوير بشقّ الأنفس.

القصة

لن أتطرق كثيرًا للقصة، فمحتواها لا يزال محافظًا على المستوى الكتابي الركيك مع أحداثه المملة. حكاية الجزء الثالث ركّزت على السفر الكوني بين عوالم مختلفة، وتقابل خلالها العديد من شخصيات بايونيتا الموازية والمتنوعة في أساليب قتالها ومهاراتها حيث تجمعهم مواجهة عدو مشترك. كما قدّمت اللعبة شخصية بطولية جديدة تدعى بـViola، حيث كانت أسوأ إضافة على الصعيد القصصي وأسلوب القتال. 

تفاعل الشخصيات سويًا على مدار السلسلة دائمًا ما يكون ساذجًا، وبذات الوقت ملائمًا للمستوى الواه للشخصيات السخيفة. لم تكن حوارات سيريزا بذات مستوى الكرينج للجزء الثاني حيث أصبح هذا الأمر أقلّ إزعاجًا الآن، ولكن سرقت Viola الأضواء بأفظع مشاهد وحوارات وتصرفات. 

بالنهاية، قصة بايونيتا ليست مهمة من الأساس، والهدف من إقتناء السلسلة يكمن في صلابة أسلوب القتال. ولكن مشكلة اللعبة تكمن في فرض أهمية القصة بمشاهد سينمائية طويلة رديئة (إمتداد لذات المعضلة في جميع أجزاء السلسلة)، جديّة أحيانًا بشكل ممل، كوميديا سخيفة، وبشعة كمشاهد الرقص الغير مبررة وإظهار غباء شخصية Viola الغير مضحكة. الميزة الوحيدة بهذا الجانب المبالغات في مشاهد الأكشن وقوة بايونيتا حيث لم ولن تتوقف عن إبهاري في الثلاثية كاملة. 

أسلوب اللعب

كان الجزء الثاني ممتعًا بشكل خيالي في القتال، ولكن تشوبه مشكلة قلّة تنويع الأسلحة وإبتكارها. ولذلك، قدّم الجزء الثالث تشكيلة واسعة من الأسلحة المتنوّعة في تصميمها وأفكارها بشكل رائع سواء كانت قريبة أو بعيدة المدى، سريعة أو بطيئة الهجمات حيث نقلت أسلوب القتال لمستوى جديد من المتعة الخالصة. ولكن، لا زالت ذات المشكلة مستمرة، وهي ضعف تناغم الأسلحة سويًا بدمج لا يذكر بين الكومبوات وأثناء التبديل. 

أضاف الجزء الثالث ميزة جديدة تدعى بـDemon Slaves عبارة عن آلية استدعاء شياطين الـInfernal Demons للمشاركة في القتال. هذه الخاصية الرائعة أضافت الكثير لأسلوب القتال، حيث ساهمت بزيادة تنويع الأفكار ودمج الكومبوات بشكل ممتاز. كما أنها جعلت من قتال الشياطين الضخمة أكثر متعة بطابع أكشني مثير للحماسة. وتدشين اللعبة لهذه الآلية جاء بتنويع جيّد للمخلوقات المستدعاة من مُختلف الأصناف والأساليب القتالية، وذلك بطريقة تحكّم مختلفة لكل واحدٍ منهم على حِدة.

ومن الجانب السيء، أسلوب قتال Viola محبط جدًا. تقاتل باستخدام سيف فقط، كومبوات بسيطة قليلة المتعة. يمكنها التفادي والتصدي على خلاف بايونيتا التي تعتمد على التفادي فقط، ولكن الغريب بالموضوع بأنه للدخول في الـWitch Time الخاص بـViola عليها بالتصدي المثالي حيث يبطئ من رتم اللعب بشكل مستفز، ناهيك عن ضعف تصميم التصدي الغير متقن. يمكنها كذلك استدعاء وحشها الخاص بذات آلية Demon Slave، ولكن يقاتل بكيانه الخاص أوتوماتيكيًا حيث يمكنك القتال بذات الوقت دون استخدام سلاحك (قبضاتك فقط) بضرر ضعيف جدًا. غريب أمرها، غريب جدًا. لماذا تحرمني من استعمال السيف أثناء الاستدعاء خصوصًا مع عدم قابليتي للتحكم بالوحش، أي أن عليّ مشاهدته يقاتل فقط؟ مستقبل السلسلة في خطر مع وجودها.

ذكرت جانبًا سيئًا واحدًا، حان وقت الأسوأ من ذلك. هنالك بعض الفصول الجانبية (إجبارية بالمناسبة على الرغم من تسميتها بجانبية) تلعب بشخصية Jeanne، بأفكار أقل ما يقال عنها تافهة. أول فصلين منها عبارة عن مهام ثنائية الأبعاد تطلب منك الوصول لنقطة معينة بوقت وجيز متخفيًا، وذلك بميكانيكيات وخرائط وتصميم في غاية التعاسة. ثم تتبعها فصول أخرى بأفكار تنافسها في السوء والملل. صدقًا، طوال فترة لعبي، كنت أتمنى فور إنتهائي من أي جزئية أن يكون الفصل التالي خاصًا ببايونيتا فقط دون تطرق لأي شخصية من حفنة المهرجين الآخرين.  

المراحل وأفكارها

قدمت اللعبة بجزئها الثالث تنويع رائع في المناطق، حيث شكّل كل عالم زرته دولة مختلفة كمصر واليابان وغيرها حيث تميّزت كل واحدةٍ منها بطابع مغاير كالحروب والكثبان الرملية والمدن المعاصرة. نجحت فكرة العوالم بدفع فضولي دائمًا لرؤية وُجهتي التالية، مقابلة شخصيات بايونيتا وتصاميمها الغريبة، الحصول على المزيد من الشياطين والأسلحة. وعلى خلاف الأجزاء السابقة، قدّمت اللعبة مساحات شاسعة للعب مليئة بما يمكن اكتشافه وجمعه بنشاطات جانبية أكثر من السابق، ولكن مكررة في جميع المراحل دون ابتكار حتى جعلتني أنفر وأهرب من فكرة الاستكشاف على المراحل الأخيرة. فعلًا تكافئك اللعبة على استكشافك بالعديد من العناصر المفيدة، ولكن تستقطع وقتًا طويلًا دون متعة. بصراحة، أتمنى أن تعود السلسلة بجزئها القادم لذات حجم المراحل للأجزاء السابقة، والتخلّي عن المناطق الواسعة.

في معظم المراحل ستخوض مواجهات بأفكار جديدة وغير مألوفة على السلسلة، كمواجهة عمالقة الشياطين سويًا على طريقة ألعاب القتال بمظهر مشابه لأفلام الكايجو، التنقل والحركة على متن الشياطين هروبًا من دمار، مواجهة سرب من الأعداء بأسلوب لعب إيقاعي بناءً على الموسيقى. جميع تلك الأفكار أضافت تنويع جيّد للمراحل بمستوى كان من الممكن أن يُصقل ويُصبح أفضل، ولكن لا بأس بما تم تقديمه.

الأعداء والزعماء

تنويع الأعداء في السابق لم يكن مشادًا به، وبالجزء الثالث أصبح الأمر سيئًا. ستواجه أسرابًا من المخلوقات الخضراء والبيضاء القبيحة بأنواع يُدّعى بأنها مختلفة، ولكن بالحقيقة متشابهة بشكل مضجر. أحجام كبيرة وصغيرة، جميعها ليست مبتكرة بتصاميم أقل إبداعًا من سابقاتها. كذلك الأمر في الزعماء، أقل تأثيرًا ومتعة حيث لا أتذكّر مواجهة ممتعة إلا ضد أحدهم حيث ظهر أكثر من مرة مع مواجهة محبطة للزعيم الأخير. لم توفّق اللعبة بجزئها الثالث بتقديم الكثير من العناصر، حيث اتضّحت جليًا مشاكل التطوير في المستوى المتذبذب لها.  

الجانب الفنّي

أعجبني التنويع الجيّد في مظهر المناطق، مبانيها الشاهقة الحضارية والمعاصرة والقلاع اليابانية وغيرها. كما صُممت مناطق التنقل بين العوالم بمظهر جميل وملائم لفكرتها. تصميم الأعداء مظهريًا يعاني من السوء، سقطة كبيرة مقارنة بالأجزاء السابقة. وبالجهة المقابلة، أبدع الفريق بتصميم شخصيات بايونيتا المختلفة بأفكار خارجة عن المألوف، بالإضافة إلى تصميم الوحوش القابلة للتحكم بآلية Demon Slaves. طبعًا، تصميم Viola غاية في السوء، وجودها دائم العذاب البصري. الأسلحة والمؤثرات البصرية الخاصة بها مثيرة للحماسة، تدفعك دائمًا لمواصلة القتال بأطول قدر ممكن.

المشاهد السينمائية كثيرة، وبغض النظر عن محتواها الممل غالبًا، فجودة الإخراج رديئة ومتأخرة جيلين للوراء. ردات فعل الشخصيات وتعابير الوجوه خصوصًا لشخصيات مثل Viola و Enzo كأنها للعبة صدرت في عام 2008، مع مؤثرات صوتية (للمواقف التي من المفترض أنها مضحكة) مستغرب للغاية كيف تُستخدم حتى يومنا الحالي. ناهيك عن مستوى الرسوم الضعيف، والغير مستغرب لهذا النوع من الألعاب على جهاز النينتيندو سويتش.

لا تتوقف السلسلة عن تقديم موسيقى تصويرية رائعة، وبالجزء الثالث حملت هذا المستوى لآفاق أسمى. وأخص حديثي عن الموسيقى القتالية، حيث واصلت بإشعال روح القتال دائمًا منذ الوهلة الأولى وحتى القتال الأخير. والغريب بالأمر، معزوفة Viola الخاصة بها ممتازة! أخيرًا، شيءٌ استطيع الكتابة عنها بشكل إيجابي.  

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/