يعجز لساني عن وصف مدى إنبهاري باستمرارية FromSoftware في نجاحاتهم مؤخرًا، حيث لم يتوقف هذا الفريق المذهل بتقديم تجارب مغمورة بالإبداع والسحر الفريد. في عام 2022، شهدت صناعة الألعاب إصدار Elden Ring أهم لعبة عالم مفتوح بالسنوات الأخيرة الماضية بعدما رفعت من سقف ومعيار هذا التصنيف ودفعته للأمام عبر منتج جسّد طموح وشغف الواقفين خلفه (تجدون هذرتي هنا). والآن، بعد عامين من تلك التحفة، جاءت التوسعة المنتظرة Shadow of the Erdtree لتعزز من عشقي لهذا العنوان بإضافات تجعلها أقرب للكمال.
القصة
تركت اللعبة الأساسية قطع مفقودة من الأحجية، وأكثرها غموضًا شخصية ميكولا، حيث تتمحور قصة التوسعة حول اللغز المتعلق به في مكان غامض يدعى بأرض الظلال، مسقط رأس ماريكا المليء بالأسرار. تضمنت اللعبة أساس قوي وخلفية قصصية صلبة بَنَت عالم وحكايا مثيرة للإهتمام، واستمرت التوسعة على هذا النهج لتضيف كم من المعلومات مع المزيد من التساؤلات.
تبدأ التوسعة بحوار مع الفارسة ليدا، أحد أتباع ميكولا المُخلصين حيث تُرشدك مع مجموعة من رفاقها في عدة مناسبات طوال اللعب. الترابط العجيب لميكولا مع أتباعه وفكرة علاقتهم أحد أكثر النقاط إتقانًا في التوسعة، أعجبتني فكرة توظيفهم في القصة مع تطبيق مثالي لذلك، لكل واحدٍ مهام وأهداف خاصة بمسارات متضادة مع ماضي يجبرك على التحيز لأحدهم. إنتقام، حقد، كره، يأس، العديد من المشاعر المحزنة والمعتقدات المتضاربة بجودة كتابية جيدة تربط الخيوط سويًا بروعة فريدة.
تعقيدات قصة أبناء ماريكا أحد أميز صفات قصة Elden Ring، ولإتقان عرض خلفياتهم القصصية دور أيضًا بزيادة روعتها. الأفكار المتعلقة بميكولا كانت موضع استفهام كبير، والآن أشبعت فضولي بمعلومات مُثرية بحبكة جيدة وغير متوقعة. أحببت رؤية مشاهدة مدى تأثيره على أحداث كبيرة في داخل وخارج أرض الظلال، حيث جعلت من اسمه ثقيلًا في عالم Elden Ring.
بالإضافة إلى الشخصية المنتظرة Messmer الحاصل على النصيب الأكبر من التسويق للإضافة، حيث فاق توقعاتي العالية من الأساس بحضور قوي وقصة ممتازة ومأساوية أجدها من الأفضل بين أنصاف الآلهة. معاناته وحيدًا على الرغم من إيمانه الكبير، البناء المخيف لمواجهته في منطقته قصصيًا المليئة بالحوارات المهيبة واللور الثقيل، وأيضًا اكتملت بمعركة مثالية من كل الجوانب تخدم هيبته الملكية.
الشخصيات الغير قابلة للعب جميع أدوارهم ملموسة على التجربة، تواجدهم أضاف الكثير لمدى عشقي للتوسعة. لحظات ملحمية عظيمة غير قابلة للنسيان أبدًا وأعتبر بعضها من أعلاها جودةً في عناوين الاستديو، أداء صوتي جبار خصوصًا في الجزئيات والمعارك المحورية، جودة حوارية عالية مع ارتباط بالمناطق والقصة يزيد من وزن الحدث والمكان. Elden Ring عنوان لم يتوقف عن إبهاري حتى آخر دقيقة من التجربة.
مناطق جديدة بالتأكيد معها خلفيات قصصية تحكي تفاصيل وخفايا سوداوية المكان، مُرضِية ومثيرة للإهتمام. كل الأمور الجديدة كليًا أو مرتبطة بمناطق، تدفع الفضول للتقصي عنها قصصيًا مع لور جيّد يواكب جمالية الجوانب الأخرى. القصور والقلاع الخاصة بالزعماء الأساسيين غنيّة بمحتوى ممتع يخص الشخصيات ذاتها أو تربط العالم سويًا بجمالية كتابة فرومسوفتوير.
أسلوب اللعب
أود الإشادة بالإضافات الجديدة في الجانب القتالي. قدّمت التوسعة أصناف أو أنواع جديدة من الأسلحة تندرج تحتها عدة أسلحة أخرى، أفكار جميلة أضافت تنويع أكبر للقائمة الضخمة من الأسلحة. منها جديدة كليًا كأسلحة قتال بالقبضات والركلات تضخ جرعة حماس غير مسبوقة في الأسلحة الأخرى (أكثر شيء كول في اللعبة)، وتعطي شعور مُرضِ في المعارك مع أصوات ركلات ولكمات رائعة بأنميشن جيد. وأيضًا هنالك درع هجومي يُستخدم للحالتين Thrusting Shields وأعتقد بأنه الأقل متعة بين الأسلحة نظرًا لرخص طريقة استعماله.
بالإضافة إلى ذلك، أسلحة ذات أفكار شاطحة ومثيرة للإهتمام حيث تناسب فكرة وضعها كسلاح ثانوي، أولها Perfume Bottle ذات المدى القريب الواسع بنثرها لعطر شبيه بالمتفجرات ذو خصائص مختلفة كالنار والبرق وغيرها، ومفيدة بالأماكن الضيقة ومع حشود الأعداء، دمجها مع الـAsh of War يجعل منها سلاحًا بهلوانيًا مليء بالأفكار الممكن تطبيقها في القتال وبظروف مختلفة. والنوع الثاني يركز على المدى البعيد عبر رمي سكاكين لا نهائية (بديل للعناصر المُستخدمة لهذا الغرض) أو قذف مطرقة أو رماح نحو الأعداء، مفيدة عندما يمتلك الخصم عداد صحة منخفض وبالأخص في الـPvP.
وتوسعًا للأصناف الأساسية، قدّمت التوسعة أنواع متشابهة ذات خصائص ومزايا رائعة. بدايةً مع الـReverse Hand Swords حاملًا سيفين بطريقة معكوسة لتنفيذ حركات سريعة ومراوغات أثناء وقبل الهجوم بطريقة مشابهة لأسلوب النينجا في القتال أو كلاس الراقصين، رؤية مناورة هذا النوع من الأسلحة مبهج بصريًا وخصوصًا أثناء دمجه مع تأثيرات كالنزيف والصقيع والسم وغيرهم. كما تضمنّت التوسعة صنف جديد من أسلحة المخالب بتحركات وحشية وهمجية أفضل من النوع الأساسي حيث يشجع من رغبة القضاء على أي خصم تراه عيناك من الأعداء.
والآن مع أكثر الأسلحة روعةً بالنسبة لي، بدايةً لدينا الـGreat Katana نوع جديد أكبر حجمًا من الكاتانا السابق أبطأ في الحركة ولكن أشد ضررًا في الهجوم، مشابه لدرجة كبيرة بالـLong Sword من Monster Hunter. ومن الناحية المقابلة، نوع جديد من الـGreatswords أخف وزنًا بعنوان Light Greatsword يُعطي للاعب مزايا الضرر العالي مع مرونة وسرعة أفضل من الصنف العادي. استمتعت بهذين النوعين من الأسلحة، لأنني أعشق اللعب بالأصناف الأساسية منهما بطبيعة الحال، وساهم تواجدهما بتقديم تجربة مختلفة بالنسبة لي أثناء لعب الإضافة.
واستمرت التوسعة بتقديم المزيد من الأسلحة في مختلف أنواعها الجديدة والقديمة، جيدة بشكل عام ومشجعة على التجربة وخوض المعارك فيها. والجدير بالذكر تميّز الـWeapon Art الخاص بالأنواع الجديدة خصوصًا المتعلقة بالزعماء الأساسيين أو الجانبيين بالإضافة، حيث يمتلكون أفكار رائعة بتأثيرات وتحركات جذابة تشجع على التنويع وتغيير الأسلحة بشكل متكرر حسب الظروف والحاجة.
وأيضًا احتوت التوسعة على مجموعة من التمائم المطوّرة عن سابقاتها أو مرتبطة بنوع محدد من الهجمات أو التعويذات السحرية الجديدة في الإضافة (كزيادة ضرر رمي الأسلحة) والمزيد غيرها من الأفكار المفيدة في عدة مناسبات وبيلدات. بالإضافة إلى Ashes of War جيدة وتلائم أساليب قتالية متنوّعة لتُكمل روعة القائمة الأساسية الغنيّة بالمتعة والميكانيكيات المجنونة. وأخيرًا، استدعاءات جديدة Spirit Ashes للأعداء الجدد في التوسعة، لم أقم بتجربة معظمهم لكن كانت تشكيلتهم واسعة.
السحر بكل أشكاله في اللعبة الأساسية يتضمن عدد جيّد وتنويع ممتاز بهذا الجانب، والآن قدمت التوسعة 28 من الـIncantation و14 من الـSorcery تندرج تحت أنواع سابقة وجديدة، وحتى على الرغم من كُرهي للأسحار إلا أنها أجبرتني على تغيير أسلوبي في اللعب لتجربتها بسبب جاذبيّتها الرائعة بصريًا في الأنميشن والتأثيرات. وأيضًا كانت قوية ولاستخدامات عديدة قتاليًا، وضعتني في حيرة جميلة وسط خيارات ممتازة تفتح المجال للإبداع في صناعة تشكيلات لا نهائية من الإحتمالات في المعارك.
عالم اللعبة
أيقنت حين إصدار Elden Ring بأنها أفسدت شعور المتعة من أي لعبة عالم مفتوح من بعدها، وهذا ما حصل فعلًا. عامين بلا تجربة تستحق الذكر قريبة من هذا المستوى، والآن عادت مجددا لتكتب التاريخ بمغامرة أكثر متعة وأعلى جودة. انغمست في عالم التوسعة حتى لم أعد أدرك الزمان والمكان، جاذبية غير مسبوقة في الاستكشاف واللعب جعلتني دائمًا متعطش للمزيد، فحتى بعدما مسحت الخريطة بالكامل وقمت بكل ما يمكن فعله، لازلت أرغب بمحتوى إضافي.
تنوع البيئات في Shadow of the Erdtree مذهل، تباين الألوان وتعدد التصاميم والأشكال للمناطق وأفكارها البصرية أسعدت عيناي طوال الرحلة. وما زادها رونقًا تعاقب الليل والنهار وتقلب حالات الطقس حيث أدت لتكوين مشاهد متنوعة حتى في ذات المكان. جمال بصري فاتن حابس للأنفاس تلحظ عظمته مع كل بداية منطقة وكأنها مشاعر الوصول لجزئية محورية في القصة. توجه فني أعجز عن وصفه، سحر كل منظر تراه في التوسعة غير طبيعي وخيالي. في كل لحظة أرفع الكاميرا للأعلى أشهق من جمالية التحف الفنية المرسومة والمصممة لتُبهرك في كل ثانية، خطفت عقلي الكثير والكثير من المناطق والزوايا وبقيت واقفًا مفتونًا بهذه الروعة.
كلما وطأت قدمي لمنطقة شعرت بالتميّز فيها، لن أنسى جمودي واقفًا فوق الأعشاب المتهالكة والمتمايلة بنعومة بين الأنقاض حين ما رأيت وتأملت لأول مرة منظر شجرة الـErdtree الكئيب والمُهيب مع انسدال الخيوط الذهبية المنطفئة منها. وأيضًا شعور الخوف والإثارة من تسلق الجبال الشاهقة تحت سماء دامية مرصعة بالبرق، والسير بين السهول متعددة الألوان بعدما قدّمت تجارب مختلفة في كل بقعة بين البنفسجي المنطفء والأزرق النابض والأحمر الزاهر والذهبي اللامع وكأنها لوحة منعشة مليئة بالحياة. سوداوية وغرابة بعض المناطق أضفت طابعًا مثاليًا لهذا العالم الملعون وما يُخفيه من أسرار خارج إطار العقل، ومنظر الضحايا المخزوقة نتيجة لحرب تسيّدها أحد أقوى أنصاف الآلهة في القصة. مجموعة مشاعر وضعتها التوسعة على طبق من ذهب، لتجعل Elden Ring أحد أسمى العناوين في صناعة الألعاب.
لم تكتفِ التوسعة بالمظهر الخارجي فحسب، بل قدمت خليط جيد بين التصميم العملي مع جماليته البصرية. تضمنت Shadow of the Erdtree مغارات وكهوف أقل عددًا من اللعبة الأساسية ولكن أعلى منها جودة، أفكار فريدة لكل واحدة منها مع جهد واضح مبذول في صناعة تجربة مختلفة وإصلاح أكبر مشكلة في السابق. حتى بالنسبة لمغارات الـCatacombs كانت أكثر متعة من الأساسية بسبب تنوّع مجرياتها وسراديبها على الرغم من تشابه الثيم العام لها. ومن ناحية المغارات الأخرى سواء جانبية أو أساسية، استمتعت بكل ثانية منها بلا كلل ولا ملل مع أروقة وتصميم يُشجع على الاستكشاف ولكن لا تكافئ بطريقة مطلوبة في عدة مناسبات (الكثير من أحجار التطوير).
القلاع سارت على ذات المستوى الرائع من اللعبة الأساسية، متعة لا تضاهيها أي تجربة مشابهة. كل واحدة لها ثيم خاص وكأنها عالم منفصل عن الخارج، تجارب متنوعة بأفكار تخدم قصتها مع ألغاز وتركيبة جيدة للمباني. تصاميم معمارية فنية مثيرة للإنتباه والإعجاب، ممرات ممتعة في الاستكشاف وتدفع رغبة إتمام كل ما يمكن فعله بداخل القلعة. تمنيت المزيد منها، لأن تصميم القصور والقلاع أحد أقوى نقاط قوة فرومسوفتوير دائمًا.
الأعداء والزعماء الجانبيين
كنت أشيد بكل ما يتعلق بالأعداء العاديين من اللعبة الأصلية مع روعة تصميمهم وتوزيعهم في جميع أنحاء العالم والمغارات، وحملت التوسعة ذات الشعلة مع ذكاء اصطناعي أفضل حتى على الرغم من الجودة العالية في الأساسية. مستوى التحدي في المواجهات رائع، يتطلب حذر وتخطيط لكل عدو حيث تتطلب تكتيكات مختلفة بسبب تحركاتهم الهوائية، البعيدة، القريبة، وحتى السحرية خصوصًا في داخل القلاع. وكالسابق، أي عدو طائر مواجهته قمة في السوء، شكرًا للكاميرا التي نعاني منها منذ الأزل.
الأعداء الأشد قوة أو غزو الشخصيات الغير قابلة للعب (أوفلاين)، ليسوا مجرد عقبات، بل يتمتعون بمهارات مميزة وأسلحة جذابة بتحركات رائعة وقويّة خصوصًا بالمناطق الأخيرة. مذهل تلاعب بعضهم بالعناصر كالرياح والبرق، وأيضًا هجماتهم المفعمة بالتأثيرات المبهرجة, تصاميمهم البصرية والقتالية ممتازة، يمتلك الكثير منهم هيبة زعماء، ليتهم أكثر من حيث العدد والإنتشار. أحببت الإهتمام في جودتهم، وحتى تهيأة المكان لنزالهم حيث غالبًا ما تجد مساحة مناسبة وكأنها تحضير لمعركة مهمة.
مشكلتي بالزعماء الجانبيين في اللعبة الأصلية مقتصرة على تكرارهم في العالم، وضعف تصميمهم في المغارات الصغيرة والمحتوى الجانبي عمومًا. التوسعة الآن حلّت جزء كبير من المعضلة، حيث قدمت زعماء مغارات جيدين بتحدي حقيقي لبعضهم مع أساليب قتالية مصممة لزيادة جرعة متعة المعارك مقارنة باللعبة. ولكن عتبي الوحيد يكمن في تكرار الزعماء المنتشرين في أنحاء العالم، حيث وقعت التوسعة في ذات الإشكالية. وأيضًا أعدادهم أقل من وفرة المواجهات في المحتوى الأساسي، مما جعلني أتوقع جودة أعلى ولكن للأسف يبدو بأن هذا الجانب مُهمل بكل الحالات.
الزعماء الأساسيين
توسعة Shadow of the Erdtree نقشت اسمها بأحرف من ذهب في صناعة أفضل معارك زعماء للاستديو حتى الآن، ذروة تصميم قتال الزعماء لفرومسوفتوير. ذكاء اصطناعي رهيب غير مسبوق لألعاب الاستديو، مصممين بطريقة عبقرية وأنماط هجومية معقدة مليئة بالتحدي الممتع وكأنك تواجه ذكاءً حقيقيًا كنزالات الـPvP من حيث السلوكيات.
تصرفاتهم ممتازة يهجمون عليك أثناء ركودك وضعفك، وأيضًا لا يعطونك الكثير من الفرص مع ثغرات تتضح مع تكرار المعارك ودراسة كل ضربة ينفذونها. تحركاتهم السريعة والمتتالية جعلتني أقوم بتغيير أسلحتي وأسلوب قتالي لعدة مرات حتى تجاوزتهم، لأنهم يطلبون أعلى مراحل التحليل وفهم أساسيات اللعبة وتفاصيلها من حيث الهجوم والدفاع وتوقيت العلاج وحتى الأسلحة وتركيبتها. كما أحببت سلوكهم الذكي أثناء مواجهة عدة لاعبين، حيث يصبون جل تركيزهم على اللاعب الأكثر خطرًا أو المسبب للضرر الأعلى مما جعل من استعمال الـSpirit Ashes أكثر توازنًا من السابق.
ميكانيكيات قتال ترفع من معدل الأدرينالين، جمالية الأنميشن والتأثيرات البصرية والصوتية مع ضربات خاصة وفريدة لكل زعيم تجعله مميزًا ليس بهذا العنوان فحسب بل حتى في صناعة الألعاب عامة. معارك متعددة المراحل يتحول بها الزعيم بطريقة دراماتيكية سينمائية مذهلة تسرق القلب والعقل، تُشعرك بضراوة قوة الخصم وبثقل وزنه قصصيًا. حلبات مثالية لهذه اللحظات الأيقونية، مليئة بالتفاصيل والمناظر الخلابة والمخيفة بنفس الوقت مع إضاءة وخلفيات فنية تُعطي طابعًا فريدًا لكل مواجهة.
الموسيقى التصويرية
هل تعتقدون بأن الغزل عن العالم ومعارك الزعماء كافي؟ قطعًا لا، فألبوم Shadow of the Erdtree يصرخ بالعظمة الطاغية على كل حدث ومعركة. عكست آخر ألحان السيدة Yuka Kitamura مع فرومسوفتوير خبرتها العريقة في المجال بمقطوعات غنيّة بالمشاعر حيث اختتمت مسيرتها مع الاستديو بأبهى حلة حتى وإن كانت مشاركتها بسيطة. وأيضًا، شهدت التوسعة استمرارية المبدعين Tai Tomisawa و Shoi Miyazawa و Tsukasa Saitoh في صناعة تحف موسيقية حقيقية بالأخص للزعماء الأساسيين وأيضًا لبعض المناطق تاركة أثر عميق في نفس كل لاعب.
بالنسبة لي، مستوى ألبوم التوسعة من أفضل ما أنتجته فرومسوفتوير، شعور نشوة توتر الزعيم الأول (Divine Beast Dancing Lion) مع قشعريرة تفاعل الموسيقى وتصاعد حدة ملحمتها تدريجيًا مع القتال والتناغم مع تحولاته من أحد أكثر اللحظات الأيقونية والغير قابلة للنسيان في Elden Ring. ولم يقتصر ذلك عليه فحسب، بل حضرت العديد من المعزوفات الأوركسترالية وبقوّة مع الزعماء مساهمةً في زيادة عظمة المواجهة.
وبالإضافة إلى ذلك، جميع ساعات الاستكشاف صاحبتها معزوفات هادئة وحزينة تحكي الكثير عن المكان وكآبته، ألحان تعبر عن فلسفة عالم يحمل في طياته قصصًا سوداوية لمخلوقات عانت وناضلت منذ الأزل. كما عززت التفاعل العاطفي مع عدة مشاهد ولحظات تُشعرك بأهمية ما يحصل حتى قبل حدوثه ومعرفته، كالوصول لمنطقة Shaman Village أو الدخول على St. Trina. وبالتأكيد، التغيرات الديناميكية في نعومة وحدة الموسيقى بالتناغم مع تعاقب الليل والنهار خلقت أجواء لا تُنسى مع مستوى وطبقات رائعة لكل فترة.
0 تعليقات