مانجا وأنمي Dragon Ball واحدة من أحب الأعمال إلى قلبي، وذلك يعود لسحر أكيرا تورياما الفريد في صناعة مغامرات رائعة مليئة بما يميزها عن غيرها. بدأت بمشاهدة Sand Land مؤخرًا وذُهلت بما قدمته من عالم وقصة وأحداث وشخصيات تنحب بسهولة، فقد تمكنت بتقديم ذات متعة مشاعر الترحال في دراقون بول بالجزء الأول. والآن، تقدم لنا بانداي نامكو هذا العمل الرائع بصورة أكشن تقمص أدوار في عالم مفتوح تصوّر مغامرة Beelzebub ورفاقه بطريقتها الخاصة مع تغييرات وإضافات جميلة ومزعجة بذات الوقت مقارنة بمحتوى الأنمي.
القصة
تروي Sand Land حكاية أراضي صحراوية قاحلة يعاني فيها البشر والشياطين من شح المياه بسبب جفاف الأنهار وغياب الأمطار. وبذات الوقت، تخضع الدولة لحكم عسكري ظالم جعل الحياة فيها أشد تعاسة وسوء. وفي أحد الأيام الحارة، يقرر مأمور من أحد القرى الذهاب لطلب مساعدة أمير الشياطين Beelzebub للبحث عن مصدر المياه وحل مشكلة البلاد. ومن هنا بدأت مغامرتهم الشيقة والمليئة بالأوقات الممتعة.
كي أتحدث عن مستوى القصة باللعبة، سأقسم هذا الجانب لنقطتين. الأول، محتوى المانجا حيث أُقتبس في اللعبة بالربع الأول وبالأنمي في الستة حلقات الأولى. والثاني، محتوى أصلي بعد أحداث المانجا حيث سُرد في اللعبة والأنمي بطريقة مختلفة ولكن مع تشابه كبير للمضمون الأساسي (تحت إشراف السيد أكيرا تورياما قبل وفاته).
القسم الأول رائع وممتع سواء كان ذلك في الأنمي أو اللعبة، أحداث متتالية بتسلسل شيّق. أضافت اللعبة شخصيات ومناطق ولمسات ممتازة جعلت من محتواها قيّم للمعجبين بحيث زادت من حبي وعشقي للعالم أكثر، وأُدخلت الإضافات بطريقة جيّدة للقصة وكأنها جزء لا يتجزأ منها. ولهذا أنصح بمشاهدة الأنمي ثم خوض المغامرة باللعبة، لأنها قدمت جوانب جيّدة تستهدف المتعطشين للغوص في أعماق Sand Land وما تخفيه من قصص وأسرار.
القسم الثاني لم يكن بذات المستوى للأول، فقد تضمن تغييرات كثيرة بصراحة أجد بأن الأنمي قدمها بشكل وترتيب أفضل. كما أضافت اللعبة مجموعة شخصيات بهذه الجزئية أعجبني تواجدهم وتصميمهم، حيث خلقوا جوًا ممتعًا بهذا الآرك. ولكن للأسف، توظيفهم جاء بطريقة مططت من هذه الجزئية القصصية بشكل غير جيّد. كان من الممكن إشراكهم في الأحداث بطريقة أكثر تلاؤمًا دون تسليط ضوء أكثر من اللازم مع مراحل مكررة بلا داعٍ في عدة مناسبات خاصة بهم.
إقتباس اللحظات المهمة كان رائعًا، لدرجة استطيع مقارنتها بجودة الأنمي الممتازة من حيث الإخراج والأداء الصوتي وغيرها. عشت مع اللعبة الأحداث مجددًا وكأنني أراها لأول مرة بمنظور يتعمق تارة ويختصر تارة، والنتيجة كانت مرضية بشكل عام بغض النظر عن عمر اللعبة الأكثر من ما تستحقه (تقريبا 25-30 ساعة). تمنيت إختصارات كثيرة في المراحل والجزئيات الأصلية ليكون المجمل لا يتجاوز العشرين ساعة، وأنا متأكد بأن حينها سوف تصبح التجربة أفضل بكثير من ما هي عليه.
أسلوب اللعب
أسلوب القتال اليدوي في اللعبة متواضع، ليس ممتعًا بما فيه الكفاية كي يستحق المديح، وليس سيئًا بشكل يجعله مملًا. فالمهارات المفتوحة منذ البداية لـBeelzebub سطحية جدًا وتتوسع بشكل بسيط مع التقدم بين هجمات عادية وأخرى قوية. وما جعل هذا الجانب ليس مملًا، هو موازنة اللعب في المراحل والمعارك بين القتال اليدوي وبالمركبات حيث كانت الأخرى أكثر متعة من جميع الجوانب.
اللعب بالمركبات ممتع قتاليًا، واستعملتها اللعبة بطرق مختلفة للتقدم وحل الألغاز في المغارات وخارجها. قدمت Sand Land أنواع مختلفة منها مع قابلية تخصيص كل قطعة، حيث تتسم كل واحدة بأسلوب معين في الحركة والقتال. على سبيل المثال، المركبة المدرعة العادية كما رأيناها بالأنمي والمانجا ذات الضرر العالي والحركة البسيطة والمحدودة، يوجد كذلك مركبة تسمح لك بالقفز عاليًا مع أسلوب قتالي مختلف في إطلاق النار، وأيضًا يوجد دباب للتنقل بسرعة عالية من مكان لآخر مع ضرر خفيف، وغيرهم من الأشكال.
المركبات من أكثر الجوانب التي أعجبتني باللعبة، وتوظيفها كان جيدًا حيث لا تقل كل واحدةٍ منها عن الأخرى في الأهمية باستخدامات تجعل كل صنف مهم دون استثناء. القتال مع المركبات الأخرى والزعماء بالتحديد كان ممتعًا، خصوصًا أثناء مواجهة أعداد وأحجام كبيرة منهم. كما أحببت جانب التخصيص العملي من حيث القوة والسرعة، وأيضًا المظهري كالألوان والرسومات عليها. أعطت رونقًا فريدًا في التجربة كاملة، وجعلتها علامة مميزة بـ اسم اللعبة.
العالم والمغارات
قدمت ذات العالم والمناطق من العمل الأساسي بالمانجا والإضافات الأصلية من السيد أكيرا تورياما في الأنمي، وكانت بمستوى عادي إلى جيّد من حيث نقل التجربة للعبة ومحاكاتها لتتناسب معها. التجوّل في الأرجاء والتعمق في أرض الرمال كان ممتعًا، ولكن الاستكشاف لم يكن مرضيًا حيث يُعطي مكافآت لا تستحق العناء. أعجبني تصميم المدن سواء المرتبطة بالقصة أو الجديدة كليًا باللعبة، تُشعرني بحيوية الحياة على الرغم من تعاستها. وبالأخص البلدة المتهالكة والفقيرة Spino، مكان الأمان ومركز التخطيط والاستعداد حيث تبدأ خالية من السكان قبل أن تُصبح مفعمة بالمناضلين المهاجرين إليها بعدما ذاع صيتها من خلال دعوتك لعامة الناس في المهام الجانبية أو اللاجئين. وأكثر ما يميّزها تعدد المتاجر والنشاطات الممكن القيام بها في البلدة، وأخذ المهام وإتمامها.
المغارات في اللعبة كابوسي، سيئة جدًا. جميعها بنفس القالب وتقريبًا كأنها نفس المكان نوعًا ما مع تغييرات تصميمية في تشكيل المراحل فحسب. تكرار فظيع، وطويلة بطريقة مستفزة بلا داعٍ. محتواها ممل من حيث الألغاز ومعظم المعارك وتخطي العقبات بكل أشكالها. تمنيت إهتمامًا أكثر بهذا الجانب، أو عالأقل الاستغناء عن معظمه كونه لم يكن ضروريًا في أغلب المناسبات.
المهام الجانبية
تقدم Sand Land مجموعة مهام جانبية مملة في اللعب ولكن تضيف الكثير لعالم اللعبة، تتسم معظمها بأهداف متشابهة مع قصص جميلة. تتميز بحوارات وتفاعلات ممتعة بين الشخصيات الرئيسية وأيضًا مع الجانبيين، وتتمتع بحكايات قصيرة تزيد من تعلقي بالعالم. في النصف الاول كنت أتحمل عناء إتمامها رغبةً برؤية المزيد عن خفايا العالم، ولكن سرعان ما تثاقلت وأصبحت منفرة زيادة عن اللزوم. فكرة الذهاب والعودة لإحضار عنصر أو القضاء على أعداء (سئمت من مواجهتهم) بحد ذاتها محت حرصي على مسح الخريطة بالكامل حتى مع إعجابي بالقصص.
الجانب الفني
التوجه الفني مع اسلوب الرسم وتحريك الـCGI نتج عنه خليط مميز وممتاز بطريقته الخاصة. أعجبتني المشاهد السينمائية وتعابير الوجه للشخصيات، مستوى مقارب للأنمي خصوصًا بالأحداث المهمة حيث تستطيع المقارنة بينهما في التفضيل. تصميم الشخصيات الأصلية والجديدة جيد سواء كانوا بشرًا أو شياطين، مميزين ويعكسون إبداع أكيرا تورياما.
الجانب الموسيقي عادي ومن الممكن أن يكون أقل من ذلك أيضًا، لم يؤثر على التجربة ولم أشعر بأي حضور أو دور على اللعبة كاملة. معزوفات هادئة للاستكشاف تمل منها سريعًا، ومقطوعات قتالية لا بأس بها سواء مع الزعماء أو في المعارك العادية.
0 تعليقات