Persona 5: Tactica

Ibrahim يناير 16, 2024
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير Atlus حيث صدرت على جميع المنصات في تاريخ 17 نوفمبر 2023
-A A +A

من يعرفني فهو على دراية بمدى عشقي للعبة Persona 5، أحد أفضل العناوين بالنسبة لي على الإطلاق. توالت بإبهاري مع إصداراتها المتتالية على مر السنين بداية مع النسخة الأصلية ثم العظيمة Royal وتبعتها Strikers الرائعة في فكرتها وتطبيقها. والآن عادت السلسلة من جديد بإصدار فرعي آخر بعنوان Persona 5 Tactica حاملًا معه تجربة مختلفة عن سابقاتها من جميع الجوانب، وجاءت كرسالة حب لعشاق العنوان بغض النظر عن ضعف بعض جوانبها. 

القصة والشخصيات

تبدأ القصة في قلب مقهى Leblanc وسط أجواء جميلة تجمع شخصياتنا المحبوبة بعد فترة من المعركة الأخيرة في اللعبة الأصلية، حيث يقضون أوقاتًا لطيفة وهادئة حتى حدث ما لم يكن بالحسبان. نُقلوا لعالم غريب بلا سابق إنذار مليء بجنود مسلحين تحت إمرة حاكمة المملكة، ومن هنا تبدأ الثورة للقضاء عليها والعودة لحياتهم المعهودة.

وتيرة سير الأحداث متذبذبة وبطيئة بشكل غريب، ثقيلة في بعض الجزئيات مع تمطيط غير مبرر للكثير من المهام والمعارك الغير ضرورية الموجودة فقط لإطالة عمر اللعبة بلا هدف قصصي. ولكن، مستوى القصة الأساسي بشكل عام كان المفاجأة الأكبر حيث أبهرني بجودة رائعة بمنعطفات قصصية غير متوقعة مع دراما جيّدة. وحتى على الرغم من مشاكل الحشو، إلا أن Tactica تميّزت بلحظات ممتازة خصوصًا في قممها.  

وعلى غرار سابقاتها، أثبتت اللعبة مدى براعة أطلس في تقديم المزيد من الشخصيات الجديدة المرافقة للـPhantom Thieves مع مواقف جميلة تجمعهم وكأنهم جزء من الفريق. تواجد Erina و Toshiro (الشخصيات الجديدة) في اللعبة كفيل بأن يجذب عشاق اللعبة والسلسلة لخوض هذه المغامرة لمدى روعة كتابتهم وتوظيفهم المثالي في القصة مع أدوار مؤثرة عاطفيًا. أحببت العلاقة الفريدة بينهم على وجه الخصوص ومع الباقين بشكل عام، وكيف تطوّرت شخصياتهم على مدار اللعبة بتأثير ملموس على القصة ومستواها. وعلى النقيض، غرماء القصة لم يكونوا بالمستوى المأمول، بعيدين جدًا عن روعة السابقين من الألعاب الأخرى وحتى أقل من جودة Toshiro و Erina حيث كان حضورهم ضعيفًا للنسيان وغير مؤثر.

أسلوب اللعب

قدمت Tactica أسلوب لعب بسيط في أفكاره ولكن ممتع في تطبيقه. تبدأ المعركة باختيار 3 شخصيات لإشراكهم في المهمة لتحقيق الهدف المنشود، إما بقتل جميع الأعداء أو الوصول لنقطة معينة وغيرها. كما تصحبها طلبات جانبية للحصول على مكافآت إضافية كإنهاء القتال خلال خمسة أدوار أو عدم موت أي شخصية، ولكن فقدت هذه الطلبات قيمتها لكونها مكررة في شبه جميع مهام اللعبة حتى أصبحت أعرف ما علي القيام به دون قراءتها.   

وبالنسبة لمجريات القتال، فيمكنك شن هجمات بعيدة (ضررها أعلى) وقريبة المدى (تزيح العدو عن مكانه) بالأسلحة النارية واليدوية، بالإضافة إلى الهجمات المهارية/السحرية القوية بمختلف العناصر الطبيعية وفقًا لخصائص بيرسونا الشخصية. وعلى خلاف اللعبة الاصلية، فتأثير العناصر قتاليًا مختلف بسبب غياب فكرة وجود نقاط ضعف وقوة في أنظمة القتال، حيث أصبحت تؤثر من ناحية خواص العنصر ذاتها كقذف العدو بعيدًا بضربات الرياح أو تجميدهم بهجمات الثلج وغيرها.  

يعتمد مسار القتال على الضربات الحرجة (Critical Attack) للحصول على دور إضافي حيث تستطيع تنفيذها بعد استهداف عدو غير مختبئ وراء حاجز. ويؤدي ذلك أيضًا لتنشيط خاصية الـAll-Out-Attack بحلّتها الجديدة، وذلك عن طريق هجمة قويّة لجميع الأعداء الواقفين بين أماكن شخصياتك الثلاثة (مثل الصورة بالأعلى). وتفصيلًا لموضوع الحواجز، فهي الأساس في المعارك حيث تشكل نقطة دفاعية مهمة لكلا الطرفين لتجنب الهجمات الحرجة والضرر العالي. 

تستطيع دمج أكثر من بيرسونا لتكوين واحدٍ أقوى كباقي ألعاب السلسلة، واستعماله بجانب البيرسونا الأساسي لجميع الشخصيات. يتيحون خصائص خاملة أو ضربات إضافية، ولكن للأسف محدودة بعدد قليل من المهارات لكل بيرسونا. بالإضافة إلى إمكانية صناعة أسلحة قويّة من خلال التضحية بمجموعة من البيرسونا مستعينًا بخصائصهم في السلاح. وبما أن الأعداء عبارة عن جنود وليس بيرسونا، فالحصول عليهم من خلال مكافآت بعد كل مهمة. 

توجد شجرة تطوير لكل شخصية بسيطة في تصميمها ومهاراتها، وشبه متطابقة لجميع الشخصيات مع إختلاف العناصر الطبيعية فحسب. محزن أمر الكثير من عناصر اللعب حيث يتضح من خلالها كسل المطوّر وتسليكه في صناعة عدة جوانب مكررة وغير متعوب عليها بالشكل اللازم. تمنيّت بشكل عام العمل بطريقة تليق بالعنوان، لأن هنالك الكثير من الفرص المهدرة في Tactica كان من الممكن تحسينها وتقديمها بمستوى أفضل.

المراحل والمهام

أثناء مغامرتنا الممتدة إلى 20-25 ساعة نزور خلالها عدة ممالك للإطاحة بأسيادهم، وينحصر اللعب فقط على المعارك التكتيكية وتجهيزاتها. وللأسف قالب المعارك متشابه ومكرر في كل مملكة لحد كبير بلا تجديد أو إبتكار يُذكر، حلبات واسعة مع ذات الأفكار والأعداء المُعاد استعمالهم.

كل مملكة تتضمن حلبات متماثلة في طابعها البصري ومختلفة نوعًا ما في تصميمها العملي، وبالمجمل تُشعرك بأن معظم النزال مكرر بإختلاف في توزيع الأعداء والحواجز للتصدي خلفها. بالإضافة إلى تقديم أفكار محدودة وقليلة بين الحين والأخرى، لم تكن جميعها ممتعة ولكن للإنصاف أتقنت توظيف بعضها كواحدة شبيهة بالمصاعد الملونة ترتفع سويًا مع شبيهاتها حيث تتيح خيارات أوسع في القتال والتقدم بطريقة ذكية.

محدودية أنواع الأعداء مستفزة، فجميعهم متشابهين بكل الممالك مع إضافات لا تُذكر مع مرور الوقت. أساليب قتالهم متنوعة ولكن تكرار مواجهاتهم أصبحت مملة ومنفرة خصوصًا بالجزئيات الأخيرة المستفزة من الأساس بسبب تمطيطها. قتال الزعماء عادي بشكل عام ويميل للجانب الممل أحيانًا، لم يتميّز لا بالحضور القصصي القوي ولا حتى المعارك الممتعة.

المهام الجانبية جيّدة في قصصها حيث تشمل مجموعة شخصيات بحوارات ولحظات مبهجة، ومن ناحية تصميم فهي متشابهة لحد ما بالمقارنة مع المحتوى الأساسي، ولكن تتضمن بعض الأفكار الخاصة بها والممتعة في لعبها. التحدي فيها يتفوق على المحتوى الأساسي ويتطلب تخطيط فعلي خصوصًا للمهام التي تطلب منك إنهاء المعركة خلال جولة واحدة فحسب. 

الجانب الفني

مظهر اللعبة المصغّر للشخصيات (Chibi) والمشابه لأسلوب Persona Q/2 كان أفضل مما توقعت، مبهج بصريًا وصوّر الشخصيات بتصاميم جميلة وبطريقة حيوية ورائعة من ناحية التعابير والإيماءات. عالم اللعبة مميز ولكن لم تُستغل هذه النقطة لصالح تصميم المراحل بصريًا حيث كانت عادية بعيدًا عن الجاذبية المعروفة للسلسلة أو حتى طابع المملكة الأساسي. قوائم جذابة وأسلوب فني فريد، لا يقل روعةً عن عنوان Persona 5 المميز بهذا الخصوص. مشاهد سينمائية بسيطة وعادية مع سطوع إبداعي مبهر لبعضها في اللحظات المهمة قصصيًا وقتاليًا مع خلفيات فنيّة جميلة لبعض المشاهد المؤثرة بالقصة.

ألبوم موسيقي جميل بقيادة الملحّن Toshiki Konishi حيث سار على الأسلوب الرائع لمعزوفات Persona 5 الخيالية بكل إصداراتها مع صوت Lyn Inaizumi الحاضر بأبهى حلّة كما جرت العادة. ألحان أشعرتني بالحنين لروعة واحدة من أفضل تجارب تقمّص الأدوار اليابانية على الإطلاق، فقد حملت الموسيقى باللعبة ذات السحر الفريد في جميع مناسباتها أثناء التجهيزات والحوارات وبالتأكيد في المعارك المليئة بالسمعيات الطربية والحماسية. لم يخذلني هذا العنوان موسيقيًا أبدًا، وأترقب المزيد من المفاجآت المستقبلية منهم!  

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/