Baten Kaitos I & II HD Remaster

Ibrahim سبتمبر 27, 2023
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير Monolith Soft و tri-Crescendo حيث صدرت حصريًا على الـNintendo Switch في تاريخ 14 سبتمبر 2023
-A A +A

أعشق ألعاب تقمّص الأدوار اليابانية من التسعينات وبداية الألفية، حين كانت الجودة والإبتكار يلازمان العديد من التجارب المثيرة للإهتمام. ومنذ بداية انتشار شائعات النسخة المحسنة لثنائية Baten Kaitos، أصبحت انتظرها على أحر من الجمر. والآن، صدرت أخيرًا واحدة من أبرز عناوين جيلها في التصنيف بحزمة محسنة تحمل كلا الجزئين، وسأتحدث تباعًا عن تجربتي معهما بشكل منفصل.

القصة والعالم

في Baten Kaitos: Eternal Wings and the Lost Ocean، نتقمّص دور "روحٍ حارسة" تُرشد بطل القصة Kalas وتُعينه بمغامرته في عالم مكوّن من عدة ممالك تطفو في السماء، حيث أصبحت الأرض والمحيطات مجرّد أساطير. وبقلب مليء بالألم والحقد، ينوي Kalas من هذه الرحلة الإنتقام من مقتل جده وأخيه وذلك بعد مذبحة حصلت لقريته قبل سنتين من أحداث اللعبة. وأثناء شدّ رحاله، يقابل فتاة تُدعى بـXelha مليئة بالأسرار تُصاحبه في مغامرته حيث تتمحور معظم الأحداث الأساسية عنهما. 

قالب القصة والأحداث خصوصًا في النصف الأول تقليدية مع سيناريوهات مكررة سهلة التنبؤ، ركزت على الترحال وملاحقة أهداف معينة من مكان لآخر. ولكن، أعجبتني فكرة تحوّل القصة في النصف الثاني حيث خرجت عن السياق المستهلك والممل نسبيًا مع طرح بدأ جيّدًا بتناول مواضيع مختلفة فلسفية وإنسانية مع تسليط أفضل على الشخصيات المرافقة. ولكن حتى مع هذا التغيير، تداعى المستوى الكتابي لاحقًا بتذبذب سيء أدى لتدهور مخزي في القصة. ومن ناحية التجربة كاملة، فالقصة أعتبرها أضعف جوانبها خصوصًا مع تواجد لحظات بعيدة عن المنطق أشعرتني بالحزن على حالة اللعبة. ومن ناحية أخرى، تصميم المهام متفاوت في المستوى، ويضعف بشكل ملحوظ في النصف الثاني المليء بجزئيات زادت من عمر اللعبة وكأنها مهام جانبية وُضعت وسط أكثر اللحظات حماسًا في القصة. 

عوالم كهذه، هي من تجعلني أعشق هذا التصنيف. بناء رائع وأفكار جميلة جعلت من هذا العالم مثيرًا للإهتمام فور معرفتك أولى المعلومات عنه. أعجبتني مفاهيم العالم الفريدة، وكيف تدور الحياة فيها. عززت من إحساس المغامرة الممتع والجوهري في التجربة كاملة. جميع الممالك غنيّة بما يميّزها بكل ما تحتويه من عادات وثقافات غريبة ومُلفتة، وأحببت الغموض الذي يسود كل منطقة وما تُخفيه من أسرار. عالم مفعم بالحياة والحركة، حتى بالحديث مع الشخصيات الغير قابلة للعب في الشوارع تجد حوارات حقيقية مع الجميع. بالإضافة إلى الجمالية الفذّة بصريًا لهذه المناطق بمختلف أفكارها وتصاميمها كما سأتحدث عنها لاحقًا.

الشخصيات 

تنويع الشخصيات في البارتي جيّدة، متسمين بصفات وخلفيات قصصية مختلفة المنشأ والطباع. يمتلكون أهدافًا شخصية متنوعة، ولكن يتشاركون ذات الغاية. أحببت الغموض في ماضيهم، وطريقة التعمّق في شخصياتهم شيئًا فشيئًا مع مرور الوقت بعد كسب ثقة الشخصيات المرافقة. ركّزت اللعبة على حياتهم الشخصية وتحقيق مساعيهم مع لحظات عاطفية جميلة، سُردت قصصهم في جزئيات معيّنة ممتعة قصصيًا ومملة تصميميًا عبر العودة لمناطق سابقة لخوض غمارها مرة أخرى. علاقة أبطال القصة Kalas و Xelha جميلة وبتطوّر جيّد دون غيرهم. وبالنسبة للآخرين، لديهم المقوّمات كي يصبحوا شخصيات أكثر تأثيرًا على التجربة، ولكن عرضهم كان هزيلًا على مدار اللعبة وأحيانًا أشعر بأنهم زيادة عدد.

ومن الجانب الآخر، غرماء القصة غير مقنعين بدوافع معظمها سخيفة. وأعتبرهم الجانب الأضعف من القصة، لم يضيفوا شيئًا إيجابيًا للتجربة. تمنيّت حضورًا ملموسًا وأقوى للقصة خصوصًا مع العالم المثير حيث كان من الممكن أن يسمح لبروز العديد منهم بأدوار جيّدة على أقل تقدير. ناهيك عن بعض التصرفات الغريبة لبعضهم وتوبتهم الغير مبررة. 

أسلوب اللعب

أسلوب اللعب في القتال وخارجه يعتمد على الـMagnus، وهي بطاقة سحرية قادرة على سحب جوهر أي عنصر في العالم، كالأسلحة والأكل وأي غرض ممكن. وتتأثر بعض العناصر مع مرور الوقت، كالأكلات المستخدمة للعلاج حيث تُصبح فاسدة ليتحوّر استعمالها لشيءٍ آخر. ومن هذا المنطلق، تجلّت فكرة أسلوب القتال التفاعلي المبتكرة، حيث دمجت بين تبادل الأدوار مع البطاقات بطريقة رائعة. 

بحوزة كل شخصية مجموعة ورقية مرقّمة مختلفة في نوعها (هجوم، دفاع، علاج) وعناصرها الطبيعية (نار، ماء، ظلام، رياح، وغيرها)، تمكنهم أثناء دورهم بالهجوم والعلاج مع إمكانية استعمال أكثر من بطاقة، وفي دور الخصم يضعون بطاقات دفاعية بعدد مقابل كل هجمة ينفذها العدو (مثال: شن الخصم 6 ضربات يمكنك وضع 6 بطاقات لتدافع عن كل ضربة). دور العناصر الطبيعية مؤثر، فالهجمات النارية على سبيل المثال تقلل تأثير المائية إن أشركتهم في ذات الدور، وتقلل الضرر الناري المتلقى عليك إن قابلتها بدفاعات مائية. وبالنسبة للرقم المصاحب للبطاقة، يُؤهلك لصناعة كومبوات وتفتح مجالًا لهجمات أكثر قوّة حسب تسلسلك في اللعب.

استمتعت بأسلوب القتال خصوصًا مع تطوّر الشخصيات ورفع مستوياتهم حيث زادت من حدّة المعارك وتنوّع مجرياتها. فكرة الأرقام أضافت لمسة إيجابية بسيطة على عمق اللعب والتخطيط، وتأثيرها يُصبح أفضل في المراحل المتقدمة. أعجبني إختلاف البطاقات من شخصية لأخرى حيث يمتلكون أساليب وأسلحة متنوعة بأفكار شاطحة في القتال. تخصيص الكروت وترتيبها قبل المعارك دائمًا ممتع، ذكرني بالمتعة الغريبة في ترتيب الحقيبة للعبة Resident Evil 4. 

أساس وفكرة جميلة بتطبيق لا بأس به قام بالمطلوب نتج عنه أسلوب قتال مسلّي على أفضل تقدير، ينقصه بعض الصقل والإضافات والتعديلات. مع كثرة البطاقات وتنوّعها تُلاحظ أنها مجرّد إختلافات بصرية غير عملية قتاليًا في الغالب، أسلحة تتزايد قيَمُها مع التقدم فحسب. كروت السم والنوم وغيرها محدودة الاستعمال والعدد، كان من الممكن توظيفها بشكل أكثر تأثيرًا. 

غياب عمق اللعب وسطحيّته مؤثر مع مرور الوقت، حيث يُصبح القتال مكررًا فاقدًا لبريقه، يعتمد فقط على الأرقام الروحية للبطاقات وإنهاء الدور بورقة كومبو قويّة بلا مجهود آخر إضافي للتخطيط والتجهيز. تمنيت بطاقات لخصائص خاملة وغيرها من الأفكار الإبداعية، وتنويع الهجمات بأشكال مختلفة كاستهداف أكثر من عدو. 

أسلوب اللعب سواء بالقتال أو التجول بطيء جدًا، ثقيل ومستفز للغاية. ولحسن الحظ، تتيح النسخة المحسنة خاصية تسريع اللعب 2x أو 3x ضمن خيارين، الأول خارج أسوار القتال والآخر بداخله. ساعدني ذلك كثيرًا بتفادي هذا الجانب المزعج وخصوصًا في بداية اللعبة، ولكن مع الوقت كان يجب أن أضع سرعة القتال لوضعها الطبيعي نظرًا للوقت المحدود لكل دور (يستمر بالنقصان مع زيادة مستوى كلاس الشخصية، مثلًا يجب أن تلعب دورك خلال 10 ثواني). 

تمنيّت تحسينات من هذا الجانب على السرعة الطبيعية حتى تصبح عملية في القتال وأيضًا خارجه، كالمشاهد المهمة أو اللحظات المفصلية لأعيشها بشكل معقول بلا تسريع مشتت أو ثقل مزعج. والجدير بالذكر، قدمت النسخة المحسنة مزايا عدّة يمكنك تشغيلها وإغلاقها في أي وقت، كإيقاف مواجهات الأعداء، القتال التلقائي، قتل الأعداء بضربة واحدة بكل أنواعهم حتى الزعماء، وإيقاف ملخص كل دور.   

المغارات والأعداء

المغارات بشكل عام ممتعة حتى على معايير اليوم، وأعتقد بأنها كانت متفوّقة على معظم ألعاب جيلها. أبرز ما يميّزها تنوع أفكار تصميمها المظهري والعملي مع مجموعة من الألغاز المسلية في أغلب الأوقات حيث تتخلخلها بعضٌ من التعيسة المُنفرة. والجميل بأن المغارات وكذلك المهام الجانبية تستعين بفكرة بطاقات الـMagnus أيضًا، عبر سحب أي عنصر واستعماله في مكان آخر. على سبيل المثال، يمكنك سحب المياه من مجرى النهر واستخدامها لحل لغز يتطلب الماء أو إعطاؤها لشخص ضائع في الصحراء يكاد يموت من العطش. فكرة جيّدة مع تطبيق ممتع خصوصًا بالألغاز. 

الاستكشاف مثمر من حيث البطاقات والعناصر التخصيصية الأخرى أو حتى التجميعية. عدد المواجهات معقول، ولكن كثرة الذهاب والعودة بداخل الكثير من المغارات، جعلت من معاركهم مزعجة أكثر من اللازم (لحسن الحظ، يمكنك إغلاقها). التحدّي سهل نوعًا ما في البداية ويبدأ بالتدرج شيئًا فشيئًا حتى يصبح مكسورًا في بعض المعارك معتمدًا على الحظ في سحبة البطاقات. تنويع فصائل الأعداء محدود وسط كل مغارة مما جعل من بعض المواجهات تُشعرك بالتكرار، ولكن مختلفين من مكان لآخر. وبالنسبة للزعماء، أدّوا الغرض من تواجدهم مع تصميم قتالي مشابه للمواجهات العادية ولكن مع عداد صحة أعلى وهجمات أكثر عددًا. 

الجانب الفنّي  

الجمال ليس مرتبطًا بالزمن، فحتى بعد عشرين عامًا لا تزال اللعبة تنبض بالفن المذهل بصريًا وسمعيًا. توجه فنّي مميز ومُلفت، جميع الممالك والمناطق والمغارات أجبرتني على التوقف لتمعّن جمالية التصميم البصري للخلفيات والمباني وتباين الألوان، سحر فريد لن يتوقف عن إبهار اللاعبين حتى لعشرين سنة أخرى قادمة. أحد أكثر جواهر التصنيف جاذبية بصريًا، لا استطيع تخيّل كيف كانت ردة فعل اللاعبين حينها. 

ومن الجانب الموسيقي، فاسم Motoi Sakuraba يكفي لأن يجعلني أتوقع مستوى عالي الجودة، وهذا ما حصلت عليه. ألبوم موسيقي متكامل، ألحان المناطق والمغارات خيال بتنويع رائع يجسّد معاناة المملكة ويُظهر مشاعرها بأفضل شكل ممكن. المعزوفات القتالية تزيد من متعة المواجهات بأسلوب يُشعل الحماس، وبالتأكيد مع موسيقى قتال زعماء رائعة تفوّقت على المعارك ذاتها. الجانب الفنّي برفقة جمالية العالم، جعلوا من هذه الرحلة غامرة مليئة بالمشاعر الجميلة والمميزة.

الأداء التقني والتحسينات البصرية

دقة الرسوم المحسّنة جيدة عند إعتبار الفارق الزمني بين النسختين، أظهرت العالم والمناطق بشكل أوضح بلا تغييرات على محتواها وأساسها. وحصلت وجوه وأجساد الشخصيات على تحسينات وتغييرات طفيفة للأفضل مع قوائم جديدة حملت ذات الهوية للأصلية بطابع عصري. قدّمت النسخة المحسنة ما هو مطلوب منها كي تكون اللعبة قابلة للعب في زمننا الحالي، ولكن تمنيّت تحسينات أفضل وأقوى من ذلك بصريًا.

مستوى الإطارات متذبذب في الجزء الأول، من المفترض أن يكون ثابتًا على 30 إطار بالثانية ولكن حصلت الكثير من لحظات الهبوط بشكل ملحوظ تقريبًا في العديد من المناطق المكتظة بالشخصيات والعناصر والخلفيات المتحركة، وكذلك الأمر وسط القتال مع التأثيرات البصرية بكل أنواعها. وبالإضافة إلى ثقل الحركة من الأساس بالوضع الطبيعي، عشت بعض القتالات الجحيمية من البطء والهبوط الشنيع خصوصًا في أحد المغارات ذات الأرضية المائية. أتمنى تحديثًا يصلح هذا الجانب، ويُصبح قريبًا من ثبات الجزء الثاني. (وقت كتابة الهذرة لم يصدر أي تحديث بعد).

/---/

القصة والعالم

وبعد مغامرتنا الأولى الممتعة في مجملها، تأخذنا حكاية الجزء الثاني المعروف بـBaten Kaitos: Origins للماضي قبل أحداث الجزء الأول بعشرين عامًا. نتقمّص مجددًا دور روحٍ حارسة مُرشدًا شخصية تدعى بـSagi، الجندي الذي يعمل لصالح وِحدة سريّة بقيادة أحد الأسماء المرموقة في البلاد. يتلقى بطلنا مهمة خطيرة منذ بداية اللعبة، حيث يُطلب منه خيانة الدولة وإغتيال الإمبراطور. 

تدور الأحداث في سياق مختلف قليلًا عن الجزء السابق، حيث تتمحور جزئية كبيرة من القصة حول الإمبراطورية وخلافاتها الداخلية. شدتني اللعبة منذ ساعاتها الأولى، وحتى تسلسل الأحداث كان ممتعًا في الغالب وبمستوى أفضل من الجزء الأول. رتم القصة تصاعدي مع جزئيات فعلًا رفعت من جودة اللعبة وأذهلتني بإتقان طرحها العبقري وتنفيذها مع الكثير من المنحنيات القصصية الغير متوقعة. تحسين واضح في تصميم المهام، نعم لا تزال تتضمن تلك المهام الغير ضرورية ولكن أقل في العدد والسوء. 

نعود لزيارة الممالك من الجزء السابق بحالات مختلفة، نعيش جمالية العالم مرةً أخرى مع المزيد من المعلومات المُثرية عنها. وقُدمت بعض المناطق الإضافية حيث حملت ذات المستوى الرائع لبقية الممالك، وزادت من قيمة العالم الدسم بما يميّزه. التفاعل مع الشخصيات الغير قابلة للعب أصبح أفضل، وحتى مستوى المهام الجانبية معهم تطوّر بأحداث وحوارات زادت من تعلّقي بالعالم والمناطق. وبشكل عام، حملت Origins محاسن Eternal Wings and the Lost Ocean وجعلت منها أكثر لمعانًا ومتعة.

الشخصيات 

البارتي يتكوّن من 3 شخصيات طوال فترة اللعبة، يجتمعون منذ البداية ويستمرون سويًا حتى النهاية. علاقتهم أعجبتني للغاية، وظهروا بالمستوى المأمول وأكثر. تستطيع الشعور بقوّة روابطهم من الساعات الأولى، وأحببت التطور الملحوظ لهم وبينهم مع الكثير من الأوقات الممتعة. بالإضافة إلى خلفياتهم الغامضة وهويّاتهم المليئة بالاستفهامات حتى يُكشف الستار عن قصصهم المحبوكة ببراعة. تواجدهم بهذا المستوى هو كل ما كنت أتمناه في الجزء الأول، وقدّمت Origins لي ما أردت مع لحظات مسلية ومليئة بالمشاعر. 

الشخصيات الأخرى من القصة كانت بمستوى ملموس ومؤثر على التجربة كاملة على خلاف الجزء السابق، أُعجبت بكثيرٍ منهم بسبب الظهور القوي والكتابة الممتازة من حيث الدوافع والقصص. حتى أن ظهور بعض شخصيات Eternal Wings and the Lost Ocean في شبابهم كان بمستوى جيّد ويُفسر تساؤلات وتصرفات الجزء السابق. ومن ناحية الغرماء، فهم بكل تأكيد أفضل من السابقين. مستواهم يميل للكفة الإيجابية مع حضور جيّد. 

أسلوب اللعب

قللت اللعبة عدد البطاقات الهجومية وحوّلتها إلى نظام يعتمد على 3 كروت مرقمة تمثل مستويات القوة. الطريقة الوحيدة لتسلسل هجماتك هي بترتيب الأرقام، مثلاً لعب الورقة رقم 1 ثم 2 ثم 3، أو لعب رقم 2 ثم 3 (لا يمكن تكرار الأرقام أو لعبها بترتيب عكسي). بالنسبة للعناصر الطبيعية للأسلحة وخصائصها، يمكنك اختيار بطاقة سلاح واحدة فقط لتستخدمها في بداية الدور، ويستمر تأثيرها على الضربات الحالية والمستقبلية حتى تغير السلاح أو ينتهي عدد الاستعمالات (يختلف كل سلاح في تأثيره ومدته وقوته). بالإضافة إلى ذلك، استخدام الدروع بنفس الطريقة، حيث يمكن للشخصية ارتداء درع بدلاً من استخدام بطاقة للدفاع في كل هجمة تتعرض لها. لا يمكن حمل سلاح ودرع في نفس الوقت، مما يعزز التوازن والتفكير الاستراتيجي في اختيار العتاد المناسب في كل مواجهة. 

تنوع الأسلحة والدروع جيّد، ركزت Origins على جودتها بدلاً من الكمية. كما قدّمت نظام تطوير للعتاد بالاستعانة بعناصر منتشرة في العالم تدمجها مع المُراد تطويره. وبفضل النظام الجديد، تحسّنت تجربة اللعب بشكل عام. ويمكنك الاستفادة من تنوع البطاقات واستخدام الكروت الجديدة المصممة خصيصًا لتغيير حالات القتال، مثل زيادة الضرر أو تضعيف الدفاعات وغيرها. وذلك أتاح المزيد من التكتيكات والخيارات للتفاعل مع الظروف خصوصًا مع تدشين ضربات الـMP حيث تسمح بتنفيذ هجمات قوية ومتنوعة في تأثيرها وأسلوبها. يتمثل ذلك في بطاقات تحمل أرقاماً تبدأ من 4 وما فوق، يمكنك دمجها مع الضربات العادية المرقمة من 1-3، أو لعبها بشكل منفصل.

الآن، تشترك جميع الشخصيات في ذات المجموعة الورقية خلال المعارك (مثلًا 40 كرت تخص المجموعة، وليس لكل واحدٍ منهم)، ولكن لا تزال كل شخصية مميّزة في أوراقها الخاصة (لديها بطاقات لا يمكن للآخرين استعمالها). والأمر الجميل، ليس عليك حمل جميع البطاقات الـ40 كما كان في السابق، يمكنك الاكتفاء بنصفها أو أقل، وبمجرد استنفاد البطاقات، يُعاد تدويرها واستخدامها مرة أخرى دون فقدان أي دور. كما أحببت إضافة فكرة إمكانية تسلسل كومبوات أكثر من شخصية في ذات الوقت، حيث يهجمون بشكل متتالي لضررٍ أعلى بدون إعطاء فرصة راحة للعدو. 

رتم القتال أصبح سريعًا، لن تنتظر دور كل شخصية للعب. تستطيع اختيار بطاقاتك للشخصية وتتبعها الأخرى فالأخرى أثناء سير المعركة بلا لحظات توقف، وعندما تشن الشخصية هجمتها تلعب مجددًا الأوراق وتُنفذ حينما يأتي دورها. أتاح هذا الأمر قراءة مجريات المعركة بشكل أفضل والتخطيط بشكل أوسع بلا تقيّد بالوقت المحدود لكل دور. كما أن شريط الصحة يمتلئ بعد كل قتال، مما ساهم في حل مشكلة العلاج المتواجدة في السابق. بالإضافة إلى الميزة المنتظرة، حيث تستطيع التخلص من بطاقة أو أكثر في يدك بدلًا من التورط فيها. 

هذا النوع من الصقل والإبداع هو كل ما أتمناه من أي جزء ثاني لأي سلسلة، تطوّر أسلوب القتال بعد معالجة مشاكل الجزء الأول ونقلها لمستوى رائع خصوصًا بالمراحل المتقدمة. تميّزت Origins بسرعة المعارك وسلاسة اللعب، وأتاحت حرية التفكير مع مجموعة واسعة من الخيارات في التخطيط والتجهيز. متعة الاستكشاف والبحث عن البطاقات ليس لها مثيل، وأصبحت تجربة جمعها أكثر متعة الآن بفضل زيادة قيمتها. قامت اللعبة بإضافة شخصيات في العالم لتبادل الأوراق والتفاوض للحصول عليها، مع إضافة خاصية جديدة في المتجر عبارة عن حزم بطاقات (بكجات) تمنحك 10 أوراق عشوائية. استمتعت باللمسات الجميلة الجديدة وتحسين اللعبة، حيث ساهمت في تحسين التجربة وعززت العمق في القتال.

المغارات والأعداء والمحتوى الجانبي

المغارات جاءت بذات المستوى "العام" الجيّد لسابقتها، حملت بعض من عيوب سابقتها وقدّمت مجموعة أخرى ممتعة. وحتى على الرغم من تشابه الكثير من المناطق الأساسية، إلا أنها قدّمت مغارات مختلفة من جزئيات معيّنة لم تُكشف بالجزء السابق. استمرّت كذلك اللعبة بتضمن ألغاز تميل للمتعة والإيجابية مع بعض من أسوأ الأفكار الممكنة. استعمال بطاقات الـMagnus تطوّر قليلًا حيث يمكنك الآن دمج عنصرين سويًا لاستخدامات مختلفة للألغاز والمهام الجانبية. 

الأعداء بنفس المستوى، ولكن مع الأنظمة الجديدة كان قتالهم أكثر متعة. ولا تزال ذات مشكلة تكرار المواجهات من نفس المغارة مزعجة حتى مع تطوّر أسلوب القتال. تحسين طفيف في مواجهة الزعماء، حيث يمتلكون ما يميّزهم عن المواجهات العادية قليلًا، وأدوار بعض الشخصيات القصصية جعلت من مواجهتهم أكثر متعة وملحمية بسبب وزن المعركة.

لم أتحدث كثيرًا عن المحتوى الجانبي في الجزء الأول، أما الآن أود ذِكرها لأن تواجدها أصبح محمودًا وممتعًا. المهام الفرعية من الشخصيات الغير قابلة للعب غالبًا سخيفة في طلباتها بجلب عناصر معينة، ولكن ممتعة قصصيًا وتضيف الكثير لجودة بناء العالم (بعضها شخصيات لها أدوار حالية أو من الجزء السابق). وهنالك أيضًا محتوى بناء قرية تجمع لهم خلال رحلتك عناصر ومباني وغيرها، مسليّة نوعًا ما. وأخيرًا أكثر إضافة أعجبتني، الكولوسيوم. تحمل تحديات وقصصًا ومهام جانبية مسلية وممتعة تستحق الوقت المستغرق وسط أسوارها.

الجانب الفنّي  

مستمرة اللعبة في تقديم جمالها الكلاسيكي الجميل، الألوان الزاهية والمفعمة بالتوجه الفني الرائع. المناطق الجديدة تنبض بالسحر، ممتعة للأعين مصممة بشكل بصري يعكس إبداع الواقفين خلفه. وحتى على الرغم من العودة لبعض الجزئيات الموجودة من الجزء السابق، إلا أن إنذهالي لم يتوقف. جمالية وجودة تستحق الإشادة، سابقة لعصرها وحتى الآن لا تزال تحمل ذات الجاذبية المذهلة.

موسيقيًا، أبدع مرة أخرى الملحن Motoi Sakuraba بصناعة ألبوم ينافس الجزء الأول في جميع المعايير، وتضمن بعض من الألحان الخارقة في مشاعرها ووزنها الثقيل قصصيًا أو حتى حماسيًا للقتال. معزوفات المعارك العادية أطربتني للغاية حتى أصبحت استمع لها خارج إطار اللعبة، وبعض الزعماء اتّسموا بموسيقى تليق بمعاركهم. ألحان العالم، كم هي ساحرة وفاتنة، استمرّت في ضخ جرعة  كبيرة من المشاعر المرتبطة بالمناطق. 

الأداء التقني

الدقة الرسومية للعبة مع تحسيناتها البصرية متشابهة مع سابقتها، وتتسم بذات الصفات والتعديلات. ومن الناحية التقنية، فالأداء أكثر ثباتًا على خلاف الجزء الأول. معدل الإطارات شبه ثابت على 30 إطار في الثانية، ولحظات الهبوط شبه معدومة حيث لم تؤثر على التجربة بشكل عام. المؤثرات البصرية للضربات أصبحت أكثر بهرجة من ناحية التأثيرات والألوان، ومع ذلك لم تهبط الإطارات بالشكل الذي حصل في الجزء السابق. 


شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/