TEKKEN 8

Ibrahim مارس 13, 2024
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير Bandai Namco حيث صدرت على منصة الـPS5 و XB Series والحاسب الشخصي في تاريخ 26 يناير 2024
-A A +A

لم تخلو أي فترة زمنية في حياتي من لعبة قتال أتردد إليها بين الحين والأخرى، وذلك يعود بسبب الحماس والإثارة المتواصلة مع كل نزال أخوضه مع الأصدقاء أو عبر الشبكة. حمل هذا التصنيف الرائع العديد من السلاسل العريقة والتجارب الإدمانية، ومن أبرزها سلسلة Tekken العائدة للساحة بتجربة عظيمة مع الجزء الرئيسي الثامن. تحدي كبير أمام هذا العنوان، ولكن نجح وسطع بروعته أمام عمالقة ألعاب القتال العائدون أيضًا بمستويات قويّة مؤخرًا ليُكتب اسم Tekken 8 ضمن أهم إصدارات السنة وأكثرها أهمية في التصنيف لأجيال سابقة وقادمة.  

القصة

لم تنتهي سلسلة الضغائن العائلية بتسيّد Kazuya على العرش بعد الإطاحة بـHeihachi في نهاية الجزء السابق، بل كانت بداية حرب كبيرة جديدة بقيادة العائد مجددًا لساحة القتال Jin العنصر الأهم في هذه المعركة للتغلب على جبروت والده. 

دائمًا ما تتميز قصص Tekken بالعلاقات والمواجهات المتوارثة على مر الأجيال والإشتباكات المثيرة المليئة بالأكشن. ونجحت اللعبة باستمرارية تقديم ذلك وبأفضل مستوى عشته حتى الآن بالسلسلة! ليس ذلك فحسب، بل من الممكن أن أعتبرها القصة الأفضل في تصنيفها بما حملته من مشاعر ومعركة ختامية عظيمة من الأكثر ملحمة في صناعة الألعاب على الإطلاق. تقديم القصة بالكامل كان من خلال مشاهد سينمائية خيالية الجودة، قد يعيبها قليلًا تفاوت الكتابة بثيم قوّة الصداقة بطريقة ليست ملائمة .. ولكن بالمجمل تجربة قصصية ممتعة للغاية.  

ظهور الشخصيات المحبوبة كان رائعًا بتقديم ممتاز للأسماء العريقة في السلسلة وأيضًا الجديدة. وعلى الرغم من تهميش الكثير منهم نظرًا لتعدد الشخصيات، إلا أنه تواجدهم ومشاركتهم في المعارك خلق أجواءً ممتعة وحماسية بطريقة فريدة دائمًا ما تتميّز بها السلسلة. لم أشعر بمرور الوقت أثناء لعب طور القصة، فقد كانت متسلسلة بأحداث مليئة بالتشويق (مدتها تقريبا 3 ساعات). 

طور الحلقات القصصية لكل شخصية حمل تجربة خفيفة هزلية بالغالب تسلط الضوء على خيال كل فرد من اللعبة. تضمنت 5 معارك أهم واحدة منها غالبًا الأخيرة حيث تقدّم حوار بسيط بين الطرفين مع دخول ديناميكي مثير لبداية القتال (يتكرر ذلك أيضًا في جميع المواجهات لذات الشخصيتين). من يبحث عن فائدة أو إضافة لخلفية الشخصيات، فهذا المكان ليس مناسبًا لذلك كالسابق وليس بشيءٍ جديد .. مستوى قصصي سطحي بأفكار غالبًا سخيفة بعيدة عن الجديّة. 

أسلوب اللعب

تسيّدت السلسلة لأجيال قائمة أحد أفضل ألعاب القتال في أسلوبها وعمقها الممتاز في الضربات المتسلسلة والأفكار الرائعة في التجديد مع كل إصدار. وواصلت هذا النجاح مع الجزء الثامن بالمحافظة على المستوى الإدماني لسابقاتها مع إضافات وتحسينات ولمسات بشأنها جعلتها تجربة تليق بالعنوان بجودة تصميم رفيعة المستوى.

دشّنت اللعبة نظام جديد يدعى بالـHeat، حيث ساهم بزيادة ضراوة الهجمات وتشكيل المزيد من الضربات المتسلسلة الممكنة باستعمالات متعددة، وأيضًا يساعد بتخفيف ضغط الخصم عليك. وتكمن فكرته بتنفيذ ضربة قوية مع Chip Damage أو تحرّك سريع لمواصلة سلسلة هجماتك. أعجبتني هذه الإضافة وتأثيرها الملموس على اللعب بشكل كبير، حيث غيّرت من طريقة تفكير اللاعب في عدّة مواقف وأتاحت خيارات أوسع قتاليًا بدورها تقلب الطاولة على الخصم. 

طابع أسلوب القتال بهذا الجزء مع الميكانيكيات والأنظمة الجديدة يشجع على الهجوم أكثر من الدفاع، وما يعزز أيضًا من الغريزة الهجومية خاصية الـHealth Regeneration عبر إعادة جزء بسيط من صحتك المفقودة (من آخر ضربة تلقيتها) عن طريق استعمال تقنية الـHeat أو شن هجمات متتالية سواء صدها الخصم أو تلقاها. وهنا نعود مجددًا لذكر ميزة أخرى للـHeat حيث ساهمت بتكوين أهداف استراتيجية متنوّعة ذات أبعاد مختلفة تعتمد على خطة وتفضيل اللاعب. 

أود الإشادة بعدم سير Tekken 8 نحو الجانب المظلم للتصنيف كبقية العناوين المنافسة الأخرى من حيث إصدار اللعبة بعدد قليل من الشخصيات القابلة للعب، وذلك ليجبروا اللاعبين بشراء الإضافات المستقبلية. عدد كبير من الشخصيات أو بالأصح معقول على معايير الزمن الجميل أشعرتني بأن الدنيا لا تزال بخير.

جميع الشخصيات بلا استثناء ممتعة في اللعب بطريقتها الخاصة وبعمق فريد في تصميم كل فردٍ منهم، أحببت عودة الكثير منهم بعد غياب لأجيال وطريقة محاكاة أسلوب قتال الجميع ليتماشى مع تطور اللعبة. ميزة متوارثة بشكل جميل على جميع عناوين السلسلة، وأكملت المسيرة بشخصياتها الجديدة. تحمل اللعبة 32 مقاتلًا قابلًا للعب من ضمنهم 3 جدد كليًا على السلسلة، Azucena و Victor و Reina. تصميمهم القتالي بشكل عام ممتع وفريد، ميكانيكيات قتالية مميزة بأساليب مختلفة تمامًا عن بعضهم. 

حصلت Reina على نصيب الأسد كشخصية مثيرة للإهتمام قصصيًا وفي تصميمها البصري والقتالي. حضورها رائع في القصة الأساسية مع الكثير من الغموض حولها، نمط قتالها أعتبره المفضّل بالنسبة لي متبعة أسلوب الـMishima القتالي. كومبوات وضربات متسلسلة ممتعة تدفعك نحو إتقان لعبها، رؤية المؤثرات البصرية الخاصة بضرباتها Purple Lightning مبهجة للأعين (وهي كذلك، يلبيه). أداء صوتي ممتاز وتلاعب رائع بطبقات الصوت حسب الموقف، شخصية متكاملة بها كل ما يميّزها.

وبالنسبة لـAzucena ملكة القهوة والكرنج "؟"، حضورها بالقصة سخيف لحد الضحك ولكن أسلوبها القتالي رائع! ضرباتها موزعة بشكل جيّد باستهداف مناطق مختلفة على الخصم بين الجهة العلوية، الوسطى، السفلية. سريعة ذات ضرر متوسط، مسلية أثناء مرحلة التعلم وكذلك في القتال. وأخيرًا، Victor الغشاش المستعين بأسلحة يدوية ونارية. صعب التنبؤ ويمكنه شن هجمات فائقة السرعة بكثافة عالية دائمًا تضع الخصم تحت ضغط عالي. أسلوبه القتالي لا يعجبني، ولكن أتفهم بأن هنالك الكثير من اللاعبين يحبون هذا النوع الكريه من الشخصيات.

Arcade Quest

قدّمت اللعبة طور جديد غير متصل بالشبكة بعنوان Arcade Quest بمثابة حلم كل لاعب ومحب لألعاب القتال كفكرة. عبارة عن تصميم شخصية Avatar خاصة بك، ينخرط في مجتمع لاعبي Tekken من جميع أنحاء العالم ويتنقل بين صالات الأركيد للمشاركة في البطولات والتغلب على المنافسين والصعود نحو القمة. اللعب يفتح الكثير من الإكسسوارات التخصيصية للشخصيات وبطاقتك عبر الأونلاين، وللحصول عليها يكمن بالتغلب على الخصوم والإرتقاء بمستواك في هذا الطور. 

حوارات مبتذلة ومضحكة من السوء بين الشخصيات والمنافسين، ولكن ممتعة! أعجبتني الأجواء الفريدة لهذا الطور والتصاميم الجميلة للمناطق على الرغم من بساطتها. اللعب والقتال بهذا الطور ممتع ويعود ذلك للميزة الرائعة لهذا الجزء، حيث يقدّم لنا معارك ذكاء اصطناعي تحاكي أسلوب قتال لاعبين حقيقيين عبر الشبكة (بمسمى أشباح) مع قابلية اللعب مع شبحك (ذاتك) بعد دراسة اللعبة لنمط لعبك! وهذا الأمر جعل من اللعب خارج أسوار الأونلاين تنافسيًا بطريقة ممتعة غير مسبوقة. القتال مع شبحك يطوّر من أسلوب لعبك عبر رؤية نقاط الضعف والقوّة، والمبهر بالأمر أنني أحيانًا أتنبأ بتحركاته لكونه نسخة مني من الأساس ويعود ذلك لإتقان هذه الخاصية بشكل مرعب. نقطة محورية في مجال تصنيف ألعاب القتال بتطبيق مثالي لفكرة ثورية في الصناعة. 

طور الأركيد أعتبره البداية الأفضل لكل لاعب جديد سواء على السلسلة أو لألعاب القتال بشكل عام، حيث تمسك بيد المبتدئ لتعليمه الأساسيات شيئًا فشيئًا مع مستوى صعوبة تصاعدي مع الأشباح بشكل سلس ورائع حتى تتقن اللعبة.

الأطوار الأخرى

طور التدريب المفضّل لدى كل محبي تصنيف ألعاب القتال لا يزال يحمل ذات الكفاءة والإتقان في تصميمه وتخصيصه العميق للغاية كالجزء السابق مع بعض الإضافات الممتازة. ومن الرائع التوفيق بينه مع مواجهات الأشباح سواء الخاصين بك أو للاعبين الآخرين حيث يسهل عملية تطبيق تدريباتك على خصوم بكفاءة أعلى من الـCPU.

عاد طور Tekken Ball مجددًا بعد غيابه منذ الجزء الثالث من السلسلة حاملًا معه تجربة خفيفة مسليّة مع الأصدقاء عن طريق محاولة إصابة خصمك بضرب كرة كبيرة تقع في وسط الحلبة. ويعتمد الضرر الناتج عن الكرة بحسب ضراوة وشدّة هجمتك عليها.

وبالنسبة لطور الشبكة بكلّ أنواعه Ranked أو Quick وغيرهم، لم أواجه مشكلة حقيقية معهم سواء في البحث عن اللاعبين أو أثناء اللعب (إذا كان إتصال الإنترنت ممتازًا للطرفين). طبعًا باستثناء المشكلة الأزلية بخروج الخصم قبل إنتهاء المعركة دون عقوبات مفروضة عليه في طور الـRanked، والتي لا أزال مستغربًا لتواجدها حتى الآن على الرغم من شكوى كثير من اللاعبين بالأجزاء السابقة. 

تقدّم اللعبة أيضًا صالات أركيد عبر الأونلاين مشابهة لطور Arcade Quest، تجعلك تنخرط مع اللاعبين عبر الشبكة مع قابلية التعرف والتحدث معهم بالإضافة إلى تحديهم أو مقاتلة أشباحهم. أيضًا، تستطيع من هذا الطور الولوج لمعظم قوائم وأطوار اللعبة الخاصة بالأونلاين عبر الذهاب لنقاط أو أماكن معيّنة في الصالات، كلعب Ranked أو الشراء من المتجر وغيرها.

الجانب الفنّي

فارق بصري كبير بين الجزء السابع والثامن إثر الإنتقال لمحرك Unreal Engine 5، رسوميًا ممتازة وأصبحت تفاصيل الوجوه بالتعابير والإيماءات أكثر حيوية وواقعية مع إعادة تصميم جذابة لمعظم الشخصيات مع أزياء أكثر عصرية بعيدة عن اللمسات المميزة السابقة. بالإضافة إلى الجودة الرائعة والمتنوّعة في الحلبات من حيث الخلفيات والإضاءات والمؤثرات البصرية من حيث الطقس والتفاعل مع ما يحصل بداخلها من تدمير وتصادمات، وما زادها جمالًا الموسيقى كما سأتحدث عنها تباعًا. إخراج خارق للمشاهد السينمائية في القصة مع لقطات إبداعية مُلفتة قبل كل قتال بين شخصيتين تجمعهما علاقة مسبقة كما ذكرتها سابقًا. 

الموسيقى التصويرية ملائمة للعبة في جميع استعمالاتها ولحظاتها، لحن هادئ في القوائم يسبق عاصفة حماسية من المعزوفات الصاخبة داخل كل حلبة بتنويع وتناسق ممتاز مع تصميمها البصري والعملي. والجدير بالذكر إحتواء كل حلبة على معزوفة أساسية مع أخرى يأتي دورها أثناء الجولة الأخيرة وغالبًا ما تكون أكثر ملحمةً وإثارة. كما تضمّنت المشاهد السينمائية بعض من المقطوعات الجيّدة أضافت جانب درامي ومثير لجزئيات معيّنة من القصة. الأداء الصوتي للشخصيات الرئيسية في القصة ممتاز جدًا، إبداعهم أضاف الكثير لجودة المشاهد وزيادة إنغماسي باللعبة.

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/