Sea of Stars

Ibrahim سبتمبر 04, 2023
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير Sabotage Studio حيث صدرت على منصة الحاسب الشخصي وجميع الأجهزة المنزلية في تاريخ 29 أغسطس 2023.
-A A +A

بحر النجوم، أحد أكثر الألعاب المرتقبة بالنسبة لي لهذا العام، ذاع صيتها حتى بعد إصدارها وسط زحام من العناوين الكبيرة. استمرت اللعبة في جذبي نحوها مع كل تحديث يخصها. غمرتني عروضها وصورها، شعرت من خلال أخبارها وتصاريح فريق التطوير بأنني مقبل على تجربة تقمّص/تبادل أدوار كلاسيكية حديثة تقارع أكبر إصدارات العام من ذات التصنيف. ولكن، ليت التطلعات تتحقق كما نريد. 

"اللعبة خليط من عناوين كلاسيكية كبيرة كـChrono Trigger و Super Mario RPG وغيرها، لم تسنح لي الفرصة لتجربتها، لذلك لن أتطرق لأي مقارنات."

القصة

تروي اللعبة قصة بطليها Valere و Zale في ذات العالم للعبة The Messenger، حيث يعبّر كل واحدٍ منهما عن قِوى الشمس والقمر. تدربوا منذ طفولتهم كي يصبحوا المحاربين المنتظرين في النبوءة، وذلك للقضاء على خيميائي معروف بالـFleshmancer برفقة أتباعه الـDwellers بعدما نشروا الهلاك في أرجاء العالم.

قصة اللعبة بسيطة في فكرتها، كان من الممكن ان تصبح مسليّة حتى على الرغم من السيناريو المكرر، إلا أنها كانت الحلقة الأضعف وبشكل مؤثر على التجربة كاملة. بدأت اللعبة بأسخف مقدمة، طويلة أكثر من اللازم وثقيلة بتدريبات ومشاهد وحوارات غير ضرورية سلطت الضوء على طفولة البطلين حتى البلوغ. تبعتها لاحقًا مغامرة مليئة بالتمطيط في جميع جزئياتها بلا استثناء، قبل خطو أي خطوة يجب عليك إتمام متطلبات هدفها الأول والأخير زيادة ساعات اللعب. لم يكن طبيعيًا أن أقضي ساعات لأجل الحصول على مفتاح أو عنصر لإكمال القصة، ولم يكن مبررًا تنفيذ مهام تافهة وسط أحداث كبيرة ومهمة. طريقة سرد القصة سيئة بشكل فظيع لم أشهده من فترة طويلة.

وبخصوص جودة القصة، تقارع طريقة السرد في ضعفها. لم استمتع بمجريات القصة، متوقعة ومستهلكة. حتى لو استبعدت سوء السرد، لا يزال مضمون القصة ومسارها هزيلًا. كذلك الأمر مع الحوارات الركيكة، بعيدة عن المتعة ومليئة بالملل والكتابة الضعيفة. لعل Sea of Stars تحمل واحدة من أكبر الفرص الضائعة لصناعة قصة ممتازة، وذلك يعود لقوّة عالمها المكتوب بأعلى جودة كما سأتحدث عنه لاحقًا.

الشخصيات غريبة في أمرها. بدايةً مع البطلين، خاليان من المشاعر وقليلا التفاعل مع الأحداث. متفهم بأنهم كرسوا حياتهم في تدريبات جحيمية وشاقة، ولكن ذلك ليس مبررًا لبلادة أبطال القصة مع ما يجري من حولهم. ولدينا أيضًا رفيق طفولتهم Garl، الشخصية الوحيدة في الفريق الجيدة حيث يُشعرك بأنه بطل اللعبة فعلًا. وهنالك الشخصيات المرافقة الأخرى، الغير مثيرة للإهتمام بحضور ضعيف لم أكترث لوجودهم عن غيابهم (ينطبق ذلك على البطلين أيضًا). كما رافقتهم شخصية غير قتالية تدعى Teaks تروي قصصًا أثناء الاستراحة في موقد النار، حضورها لطيف ودائمًا ما يضيف جوًا جميلًا، ولكن للأسف مهمشة ومهملة طوال الوقت بعدد ظهور محدود.

وبالنسبة للشخصيات الأخرى في العالم، مثيرين للإهتمام ولكن للأسف لم يأخذوا حقهم الكافي. تمنيّت تسليطًا أفضل على مجموعة من الشخصيات دون غيرهم، وبنفس الوقت أشك بأن تنجح اللعبة في تقديم ذلك بما أنهم فشلوا في معظم الجوانب القصصية. الغرماء في بداية اللعبة مملين وليس لوجودهم أي ثقل، ومع الوقت ظهرت مجموعات أخرى لهم إمكانيات جيّدة ولكن كما حصل مع غيرهم ظهور ضعيف وسريع أنتهى دورهم قبل أن أدرك خطورة تواجدهم. محزن حال اللعبة، كيف أنها تحمل فرصة جيدة وممتازة ضاعت هباءً منثورًا في أمور بلا داعٍ وحشو منفر.  

العالم والمغارات

أردت الحديث عن العالم في جزئية منفصلة، لأتغنى بجمالية وروعة ما عشت. أساس العالم وكتابة تفاصيله وماضيه رائعة، دفعت فضولي لمعرفة ما يحتويه من أفكار وخيالات. أشعرني بشعور مشابه لعوالم استديو جيبلي الساحرة، المخلوقات الغريبة كالـElder Mist والتنين النائم وقصص القراصنة والعمالقة وغيرها الكثير. بالإضافة إلى التنوع الكبير في البيئات والتضاريس مع إختلاف التوجه حسب موقعها القصصي. ذُهلت بالمدن المسالمة والهادئة كميناء Brisk المفعم بالحياة والحيوية حيث لم أغادرها إلا بعد قضاء ساعات من الاستكشاف والتمعن في السحر الفريد لجمالية المكان. تمنيت توظيفًا أفضل لهذا الجانب قصصيًا، وإن حصل ذلك لكانت Sea of Stars واحدة من أفضل ألعاب تقمّص الأدوار لفترة طويلة.

في أحد أروقة المدن الآمنة، دائمًا ما تجد حانة تستمع بها لموسيقى اللعبة حيث تعزف مجموعة من الشخصيات لألحانها، يمكنك أيضًا من خلالها إتمام استعداداتك من حيث المتاجر وغيرها. والأجمل من ذلك، تواجد أشخاص مختلفين تواجههم في لعبة مصغّرة (Mini Game) تعتمد على أسلوب استراتيجي بين بناء دفاعاتك أو تطوير جنودك أو شن الهجوم وذلك بناءً على ما حصلت من الأيقونات في الطاولة. لن أتفصل بها، ولكن استغرقت معها وقتًا طويلًا ممتعًا.

جودة المغارات مبهرة ومذهلة وكأن فريق Sabotage متمرس بهذا الجانب! عدد كبير من المغارات بالنسبة لعمر اللعبة، وبتنويع ممتاز يستحق الإشادة. كل مغارة مختلفة تمامًا عن غيرها، تصميم عملي ممتع بأروقة وأزقّة تشجع على الاستكشاف، ألغاز وعقبات مسليّة حتى على الرغم من بساطتها وسهولتها إلا أنها أضافت لمسة مميّزة على كل مغارة بالاستعانة بالبيئة من حولك ومهارات الشخصية. بالإضافة إلى تفرّد كل جزئية ومغارة بتنويع ممتاز للأعداء بأصناف متعددة ومختلفة في أساليب قتالها وهجماتها، تبعتها معارك زعماء جيّدة وممتعة في جميع المواجهات. وبالتأكيد، المظهر الفاتن والجميل للمغارات بمختلف التوجهات كما سأتحدث عنها لاحقًا.

أسلوب اللعب

قدّمت بحر النجوم أسلوب قتال تبادل أدوار تفاعلي حيث يمكنك زيادة ضرر هجماتك أو تقليص تلقي الضرر إذا ضغطت زر الـX أو A في الوقت المناسب. كما أن كل شخصية تمتلك مجموعة محدودة من الهجمات السحرية لا تتجاوز 3 في نهاية اللعبة، مع هجمات يدوية (Physical Attack) قابلة لزيادة ضررها بنظام الـBoost (قريب من فكرة Octopath Traveler) حيث تستعين الشخصية بعناصر منثورة في الساحة تزداد كميّتها بعد تنفيذ الضربات اليدوية. بالإضافة إلى خاصية تتيح تعاون شخصيتين لشن ضربة قويّة مشتركة بناءً على عدد نقاط الكومبو القابلة للتجميع أثناء الهجوم والدفاع. وأخيرًا، عداد صعب الإمتلاء وغالبًا تستعمله أثناء مواجهة الزعماء يخص ضربة الـUltimate حيث تشكل أكبر ضرر من بين جميع الهجمات.

تقدّم اللعبة نظام Lock حيث يستعد العدو لشن ضربة قويّة يمكنك إبطالها عبر الهجوم عليه بعناصر وأسلحة معيّنة تجد أيقوناتها عليه. أضافت هذه الفكرة جانب استراتيجي جميل على القتال حيث تجعلهم أولوية ومصدر إزعاج بحسب ضراوة الضربة وتأثيرها، كما أن طريقة إبطالها قد تبدو معقدة قليلًا في بعض الظروف مما يجعلك تفكر وتخطط مليًا باستعمال نظام الـBoost أو الكومبوات لتعطيلها.

أسلوب القتال لا بأس به وممتع لحدّ ما، بدأ مثيرًا للإهتمام حتى وصل لذروته مبكرًا أو قبل منتصف اللعبة مع إضافات طفيفة لم تشكل عمقًا أو متعة أكبر في القتال (جميعها ضربات كومبو أو Ultimate) حيث كانت مجموعة منها زيادة عدد دون فوائد مؤثرة على القتال (فقط لتعطيل الـLock ولمناسبات محدودة) كون إختلافها الأكبر بصريًا فحسب. تمنيّت مهارات أكثر ذات تأثير فعلي وبخواص مختلفة تجعلني أنوّع في طرق قتالي المتشابهة منذ البداية. 

وبشكلٍ عام، قدّم أسلوب قتال بحر النجوم مستوى سطحي وبسيط مسلّي لحد معيّن حتى أصبحت أتجنّب القتال في الساعات الأخيرة على الرغم من الجودة العالية لتصميم الأعداء وتنوّعهم الكبير. كان ينقصها الكثير من أساسيات القتال لتصنيف تبادل الأدوار، كالأسحار المختلفة بزيادة ضرر الهجمات أو قوة الدفاع وتقليل خصائص الخصوم وتسميمهم وغيرها. بالإضافة إلى المزيد من المهارات المختلفة ورفع من جودتها كي تتيح للاعب التنويع مع خيارات أوسع بعيدًا عن التقيّد بثلاثة مهارات ولا تستعملها كلها من الأساس. 

الجانب الفنّي

لا يختلف عليها شخصان، بأن الرسوم البكسيلية للعبة بحر النجوم وحي من الخيال، سحر الـ16-bit آسر بتفاصيل مذهلة جعلتني دائمًا منبهرًا بما أرى. جميع المناطق والمغارات والمدن بكل جوانبها ومبانيها وأزقتها وألغازها وهندستها تنبض بالجمال، المناظر الطبيعية وخصوصًا السماء والبحار فاتنة لدرجة مريحة للأعين. تصاميم الشخصيات والأعداء مُلفتة وبانسيابية في حركتهم ونعومة الدخول والخروج من المعارك أمتعتني بصريًا طوال ساعات اللعب. تحركات جميع الشخصيات والأعداء والزعماء أثناء القتال رائعة بأنميشن ممتاز، نجحت في سرقة أنظاري مع كل هجمة تحصل بتأثيراتها الملوّنة بالأخص ضربات الـUltimate القويّة في جاذبية مظهرها. وقطعة الفراولة على الكعكة كانت تضمن اللعبة مجموعة بسيطة من المشاهد السينمائية المتواضعة في مستواها، قليلة في عددها ولكن أضافت لمسة جميلة على القصة والتجربة.

عمل على الموسيقى السيّد Eric W. Brown الذي تفوّق على نفسه ولعبتهم السابقة The Messenger، وشارك أيضًا الأسطورة Yasunori Mitsuda في تلحين 10 مقطوعات. الموسيقى التصويرية حاكت توجه اللعبة الفنّي على أكمل وجه، ألحان جميلة ملائمة بشكل مثالي على اللعبة وكأنهما عنصرٌ واحد. أعجبتني معزوفات المغارات والمدن بلا استثناء بتناغم ممتاز مع الثيم والطابع الخاص بالمكان، وأشعرتني بهدوء وأمان المناطق الآمنة والاسترخاء بعد معارك متتالية. كما زادت من حماسي الموسيقى الرائعة للقتال والمعارك مع ريميكسات مختلفة للزعماء تضيف شعورًا مختلفًا كل مرة. 

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/