بعدما سحرتني بمظهرها الفريد وأبهرتني بمستواها المبشّر في النسخة التجريبية عام 2020، رأت لعبة تقمّص وتعاقب الأدوار Chained Echoes النور أخيرًا بعد تأجيلات وصعوبات منذ إتمام حملتها التمويلية في Kickstarter. وبإصدارها مؤخرًا، ترجمت اللعبة للعالم أجمع حجم إبداع الألماني السيّد Matthias Linda بصناعة عنوان مستلهم من ألعاب تقمّص الأدوار اليابانية ليقدمها بكلّ حبٍ وشغف بعدما جمعت بين الجوهر الكلاسيكي للتصنيف مع مواكبة حداثتها بتطوير جميع عناصرها كما لم نشهد من قبل.
القصة والشخصيات
تأخذنا حكاية اللعبة نحو أراضي Valandis المكوّنة من ثلاثة ممالك أستنزفتها النزاعات والحروب، يسودها شبح الألم والمعاناة وإنعدام الحرية والأمان حتى آمنت البشرية منذ أجيال بأن الهلاك الموحش آتٍ لا محالة في أي لحظة بلا سابق إنذار. وفي خضم المآسي، تروي Chained Echoes قصة بطلها Glenn أحد ضحايا الحرب، والذي يعمل كمرتزق بطموحٍ عالية. مسار القصة ومنحنياته أعمق من ذلك بكثير، ونجحت اللعبة بإيصال كل فكرة منها بإبداع كتابي يحترم عقل ووقت اللاعب.
كتابة قوانين العالم وفلسفته قُدّمت بشكل رائع، أساس ممتاز سارت عليه القصة بمستوى رفيع من الغموض والتشويق. التغيّرات والتحوّرات في القصة جعلت منها مليئة بالمفاجآت وصعبة التنبؤ بعض الأحيان، إنقسام العالم لعدّة جبهات أضاف الكثير من مستوى الحكاية حيث كنت دائمًا في حيرةٍ من أمري بمن أثق ومن هو على صواب. أراضي Valandis بدت مثيرة للإهتمام من جانبها القصصي جعلني مهتمًا بتفاصيلها وأفكارها السوداوية والمجنونة في بعض اللحظات، شدتني وأُعجبت بمستواها مع فضول لمعرفة المزيد عن ما تخفيه.
أحببت مقدمة اللعبة للغاية، بدأت بمستوى رائع وأحداث حامية جذبتني من الوهلة الأولى. ثم سلّطت الضوء على كل فرد من الشخصيات الأساسية عبر لعب جزئيات بسيطة لكل واحدٍ منهم بحيث تُعطي لمحة مختصرة عن هوياتهم وأدوارهم ومكانتهم حتى تقاطعت الطرق بينهم ليشكلوا فريقًا واحدًا. فصول قصيرة قامت ببناء أساس جيّد ومقنع لبداية تحالفهم مع الكثير من الغموض وعلامات الاستفهام بخصوص ماضيهم ودوافعهم. جودة كتابة القصة واضح وطاغٍ بكل أطرافها وعناصرها، فحتى تجمّع الشخصيات حدث بظروف وأسباب منطقية تبعتها لحظات توتر وإنعدام الثقة كونهم ناشئين وسط عالم مليء بالخيانة والغدر.
تستحق كتابة الشخصيات الثناء (الأساسية أو المرافقة في البارتي) بأفعال منطقية مع طريقة تفكير ناضجة في جميع المواقف. لديهم هويّة تميّزهم وأسباب مقنعة للمضيّ قدمًا في الرحلة، أعجبني إهتمام الكاتب المتساوي بينهم جميعًا قصصيًا دون التركيز بشكل أكثر على مجموعة منهم دون الآخرين، فكلهم مهمين وليسوا مجرد إكمال عدد فحسب. تنوّع الشخصيات ممتاز وبسِمات متنوّعة مما خلق جو ممتع في مغامرتهم المليئة بالصعاب، كما أن تطور علاقاتهم سويًا جميل في رحلتهم الطويلة حتى اكتسبوا الثقة المفقودة منذ البداية. أحببت كيفية انسجام بعضهم مع الآخرين بتفاوت، كالعلاقات الحقيقية بلا تحيّز نحو علاقات بطل القصة فقط. معظم الغرماء لم يكونوا بالمستوى المأمول منهم؛ ولكن، أدّوا الغرض من تواجدهم بشكل جيّد.
تسلسل القصة رائع ويستحق الإشادة، مستوى ثابت لم يحتوي على أي لحظات ملل. حتى أن بعض الجزئيات الغير مفيدة بالنسبة للاعب كانت مختصرة كونها لا تضيف شيئًا للمتلقّي، على سبيل المثال، شخصية سُجنت ضمن الفريق وعليك تحريرها لإكمال المهمة، ولم يستغرق الأمر بضع دقائق حتى وصلت لمنطقة السجن وجاء مشهد نقلني فورًا لمكانها حتى حررتها وأكملت الطريق. إحترام واضح لوقت اللاعب، وإتقان ممتاز في السرد حيث جعلتني منسجمًا حتى الرمق الأخير من القصة مع الكثير من الأحداث الممتعة المتتابعة المليئة باللحظات الغير متوقعة دون أن أشعر بأي جزئية غير ضرورية أو محشوّة لزيادة عمر اللعبة. كذلك الأمر ينطبق على الحوارات حيث كانت تخلو من أي شوائب إضافية مع مستوى ممتاز وإحترافي، حتى الحديث مع الشخصيات العابرة الغير قابلة للعب في الشوارع مختصرة ومفيدة تضيف لمسات خفيفة لعالم اللعبة.
عتبي على القصة يكمن في ساعاتها الأخيرة، استعجال واضح بعدما كانت تسير الحكاية بتسلسل ممتاز. لن أتطرق لأي حرقٍ للأحداث، ولكن أنتهيت من Chained Echoes وكأن Matthias Linda أراد إنهاء اللعبة بأسرع وقتٍ ممكن بعدما أخذ راحته بالكامل في سرد كلّ ما سبق. لا تزال هنالك بعض الاستفهامات والأمور الغير مكتملة، قد تكون هنالك إضافة أو جزء ثاني في الطريق.
أسلوب اللعب
في جعبة Chained Echoes الكثير لتبهر اللاعبين، فتميّزها يكمن في الاستلهام من العديد من ألعاب تقمص الأدوار اليابانية الشهيرة ودمجها سويًا بخليط أتقن جميع جوانبه بأبهى حلّة ممكنة بأسلوب لعب متكامل. جوانب كلاسيكية أعتدنا عليها، ولكن بتطوّر مذهل عجزت كبرى الشركات عن مواكبته. بالإضافة إلى أنني أعتبر Chained Echoes أفضل لعبة رأيتها حتى الآن على الإطلاق في مستوى الـQuality of Life العالي جدًا بجميع الجوانب، وبالأخص أسلوب اللعب.
بدايةً مع قوانين وأساسيات أسلوب القتال:
- تعاقب الأدوار التقليدي بنهج أفضلية التحرّك أولًا لمن يمتلك أعلى مستوى في الـAgility.
- 4 شخصيات قابلة للعب بذات الوقت مع قابلية التبديل مع 4 آخرين (ثنائيات) حيث يمكنك تغييرهم بكل سلاسة وقت القتال دون أن تضحي بأي دور أو أي عقوبات.
- شجرة تطوير فريدة ومميّزة لكل شخصية، تجمع نقاطها عبر التغلب على الزعماء فقط. ويمكنك تطوير مهارات الشخصيات عبر القتال بشكل تلقائي وكذلك عبر جمع نقاط الـSP من المعارك لتسريع زيادة مستواها.
- هنالك كلاسات منتشرة في العالم، يمكنك وضعها على أي شخصية كما تراها مناسبة بحيث تزيد من قوة الشخصيات وتحمل معها مهارتين إضافيتين.
- خاصية إعادة تعبئة عداد الصحة والـTP أو المعروف بالمانا بعد كل قتال، وإعادة تعبئة عداد الـUltra Move (الهجمة القويّة كالليمت بريك في فاينل فانتاسي) بداية كل قتال زعيم.
- كل شخصية تتميّز بإتقان سلاح مختلف عن الآخرين، لا توجد أكثر من شخصية واحدة تستعمل ذات السلاح. جميعها وحتى الدروع قابلة للتطوير لمستويان إضافيّان. يمكنك وضع حجارات تصنعها بعد جمع قِطعها على الأسلحة والدروع لإضافة خصائص خاملة كزيادة في نسبة الضرر أو مناعة لعناصر معينة وغيرها.
- تتسم اللعبة بعداد الـOverdive والمكوّن من 3 أجزاء، صفراء (بداية القتال والوضع الطبيعي، يمكنك اللعب دون عواقب أو مميزات)، الأخضر (منتصف العداد، يتميّز بأنه يقلل نسبة الضرر الذي تتلقاه بالإضافة إلى إنقاص نصف نقاط الـTP المطلوبة لتنفيذ الهجمات، كما أنه يزيد من ضراوة ضرباتك)، الأحمر (الجزء الأخير من العداد، وصولك لهذا الحد يجعلك تتلقى ضررًا أعلى من الأعداء). يتحرك موضعك في العداد وفقًا لتصرفاتك في القتال، أي أن شن الهجمات دائمًا يحرّك السهم بالإتجاه الأيمن. وبالمقابل، الصد والتبديل بين الشخصيات وتنفيذ الـUltra Move يزيح السهم لليسار، بالإضافة إلى أن في كل دورٍ هنالك نوع عشوائي من الأوامر يظهر في زاوية الشاشة حيث يؤدي تنفيذه لتحريك السهم لليسار أيضًا (كالعلاج أو الهجمات السحرية).
- في نقطة معينة، سوف يُضاف نمط قتالي جديد بأسلوب لعب مختلف، لن أتطرق لها تجنبًا لحرق الأحداث.
جميع الشخصيات القابلة للعب بلا استثناء، حتى على الرغم من عددهم الكبير، إلا أنهم ممتعين في اللعب ولهم فوائد بمواقف عديدة. لن تجد أبدًا التركيبة المثالية في تشكيلتك، لأنك ستضيع حائرًا من تُدخل في صفوف المقاتلين لدرجة أن حتى 8 شخصيات للمعركة الواحدة لا تكفي وتحتاج إشراك المزيد. تنوّع هجماتهم وأساليبهم القتالية رائع للغاية، تصميمهم القتالي مذهل بعمق كبير جدًا للميكانيكيات والهجمات المميّزة لكل فردٍ منهم. فهنالك الشخصية المقاتلة بسلاح الكاتانا حيث يركّز أسلوب قتالها على الضربات الحرجة (Critical Attack)، وأيضًا الشخصية المعاجلة، المعززّة لقوّة الرفاق والمقلّصة للأعداء، مستخدمة الكروت السحرية، الشخصية القوّية دفاعيًا حيث تلعب دورًا بكونها Tank، وغيرهم الكثير من الأساليب المعروفة والمطوّرة والشاطحة. والرائع مع كثرة الاستراتيجيات، تقدّم اللعبة إمكانية خلق ضربات أكثر ضررًا بالاستعانة بمميزات شخصيات أخرى (كزيادة ضرر ضربة شخصية A إن كان العدو مصاب بالسم، ولذلك تحتاج لشخصية B لتسميمها كون الشخصية A لا تمتلك هجمات مسممة). يستمر القتال بالتطور دائمًا بسبب شجرة التطوير الممتازة وقابلية صنع أحجار مختلفة تضيف أساليب جديدة ومتنوعة.
حتى على الرغم من أن خاصية إعادة تعبئة عداد الصحة والـTP قد يكون سببًا لتخريب القتال كفكرة، ولكن تنفيذها وتطبيقها يناسب ويلائم اللعبة بشكل رائع. جميع المواجهات تتسم بالتحدي الممتاز والممتع، فكلها تدفعك للقيام بأفضل تخطيط ممكن يجمع بين الشخصيات. بالإضافة إلى أن عداد الـOverdrive أضاف متعة جميلة في التخطيط كي تجعلها في النطاق الأخضر بأطول وقت ممكن ليخدمك من الجوانب الأخرى التي ذكرتها بالأعلى. وأعجبتني فكرة إعادة تعبئة الـUltra Move عند مواجهة أي زعيم، مما تجعلني استعمله بكلّ حريّة دون الحفاظ عليها أكثر من اللازم لاستعمالها أمام الزعماء إن ظهروا فجأة.
تشكيل الأحجار على الأسلحة والدروع ممتعة وتضيف خصائص متنوعة وفارقة بشكل كبير على اللعب. كما أن هنالك تشكيلة واسعة منها بفوائد مختلفة من ناحية علاجية أو دفاعية أو هجومية أو زيادة في خصائص معينة أو تصرفات تقوم بها الشخصية. والجميل بهذا الجانب أنك تستطيع إزالتها ووضعها على سلاح آخر على سبيل المثال بلا تكلفة أو عقوبات، أمر بسيط كهذا يُحترم بشدّة كونه يتطلب مقابل لتنفيذه بالعديد من الألعاب الأخرى مما يجعل من التخصيص عبء مزعج ببعض الأوقات على خلاف Chained Echoes المشجع دائمًا للتخصيص.
الجزئية التي ذكرتها مسبقًا بخصوص النمط المضاف على أسلوب القتال في وقتٍ لاحق، بدأت جيّدة في فكرتها ولكن لم تصل للمستوى المصقول كالوضع الطبيعي بمستوى لا يتسم بذات المميزات الحميدة. كما أن هنالك جزئيات يجب عليك القتال بهذا النمط الجديد، لم أشعر فيها بالمتعة المعهودة بالإضافة إلى أنها محدودة في تطويراتها وتحسيناتها. بالإضافة إلى انها شبه معدومة الاستراتيجيات مع خيارات مقيّدة للقتال.
العالم والمغارات
دائمًا ما تجذبني وتسحرني تلك العوالم المليئة بالفصائل المختلفة بجانب البشر، وهذا ما أبدعت Chained Echoes بتقديمه. تنوع المخلوقات وإنخراطهم مع البشر رائع، وأعجبتني كذلك مواطنهم وكأنهم يعيشون في عالمٍ منفصل عن الآخرين بقوانينهم وعاداتهم ومبانيهم الخاصة في مظهرها. تشكيل العالم ممتاز جعل التنقل ممتع في جميع أنحاء البلاد بتنويع كبير في التضاريس والمباني والأفكار الخاصة بـValandis، كالمدن والمباني الطائرة والحياة البرية والقرى الجميلة والمفعمة بالحياة والألوان.
المغارات بسيطة في تصميمها، جيّدة في محتواها مع أفكار وألغاز خفيفة وممتعة تخص كل مغارة دون تكرار. استكشاف مُثري ويكافئ بسخاء، عناصر مفيدة وأحجار تسليح الأدوات بالخصائص خاملة، وأكثر ما يستحق الإشادة، الحصول على سلاح أو درع مفيد غالبًا يكون أقوى من الذي بحوزتك ولن يتكرر في أي صندوق آخر من مكان مختلف. بالإضافة إلى أن اللعبة مليئة بالأسرار والأماكن المثيرة للإهتمام مع مواجهة زعماء سريين.
المواجهات في المغارات والعالم وُزّعت بذكاء، وأتمنى جميع الألعاب تسير على هذا النهج بلا استثناء. أعداد المعارك المنتشرة قليلة جدًا، ولكن؟ جميعها مليئة بالتحدي الممتع الذي يدفعك للتعريق كما ذكرت مسبقًا. وأقرب وصف يليق بهذا الجانب Quality Over Quantity.
الحركة وكل شيء من حولك سريع، سريع بشكل جعلني أرى اللعبة عند بدايتها وكأنها مسرّعة 2x. التنقل والحركة ممتعين تستطيع الذهاب والعودة بكل سلاسة ونعومة غير مسبوقة، ساعد هذا الأمر على الاستكشاف ومسح جميع أركان الخرائط بلا كلل ولا ملل. التيسير والـQuality of Life في اللعبة مبهرة بشكل جعلتني أستغرب غياب العديد من هذه الأمور بالألعاب الأخرى، لا تلعبوا Chained Echoes وإلا خربت حياتكم!
المحتوى الجانبي
المهام الجانبية قليلة، ولكن بجودة جيّدة ومحتوى ممتع ومتنوّع. مليئة بشخصيات مألوفة قابلناها في رحلتنا، نعرف عنهم المزيد ونتقصى عن خفايا ومعلومات مثرية للعالم واللعبة. تقدّم مغارات جديدة ومواجهات زعماء بمستوى المحتوى الأساسي بشكل أكثر إختصارًا، لن تجد مهمة واحدة تندم عليها أبدًا. بالإضافة إلى أن مردودها كبير في كثير من الأوقات، بحيث قد تحتوي على شخصيات قابلة للإنضمام للبارتي ودائمًا ما يكونون مفيدين ومميزين.
في نقطة معيّنة، سوف تدشن Clan يمكنك من خلاله تجنيد شخصيات غير قابلة للعب مختلفة ومتوزعة في جميع أرجاء العالم. ميزة جميلة أضافت محتوى استكشافي آخر للعثور عليهم عبر الحديث مع الشخصيات المنتشرة في المدن أو ضمّهم بعد أحداث معينة جانبية تحصل إن مررت من جوارهم. والرائع بهذا الجانب أن فوائدهم ممتازة بحيث يضيفون خصائص تحسّن من تجربتك كاملة خارج أسوار القتال، على سبيل المثال، شخصية تجعل من عدد الكنوز المتبقية بالمنطقة ظاهرًا في الشاشة، شخصية تخصم من أسعار المتاجر، شخصية تساعدك في العثور على آخرين بعد إعطائها مبلغًا من المال، شخصية تزيد من الأحجار المكتسبة بعد التنقيب عنها، وإلى آخره.
الأعداء والزعماء
تنويع الأعداء مذهل! تتميّز كل منطقة بمخلوقاتها وأصنافها الخاصة، والمختلفة بأساليبها القتالية وضرباتها وأنواعها. دائمًا ما تكون المواجهات فريدة، فحتى إن تكرر ظهور ذات العدو بذات المنطقة إلا أن ظروف القتال مختلفة كزيادة في عددهم أو حضور أنواع آخرين. وبنهاية المطاف، قبل حتى أن تتقن فهم عدو معيّن، سوف يذهب أدراج الرياح ولن تراه مجددًا مع حضور مخلوق آخر بأسلوب مختلف. حتى أنهيت اللعبة ولا زلت منبهرًا بالخليط الإدماني بين أسلوب القتال المصقول والعميق والمليء بالتحديات مع مستوى تصميم المعركة الممتاز والجودة العالية التي وضعتها اللعبة لكل نزال.
معارك الزعماء لا تقل روعة عن المواجهات الأخرى، التحدي الحقيقي والإختبار الفعلي للمهارات وتشكيلة الفريق بوزنية ممتعة بلا مبالغات غير مبررة في قوّتهم. دائمًا تكون القِوى متكافئة من الجانبين، تجعلني أجرّب كل الأفكار التي بجعبتي مع الحذر وعدم التهور. وعلى الرغم من كثرة أعدادهم طوال اللعبة، إلا أن المتعة لم تفارقني في المعارك والمواجهات بالطور العادي.
للأسف الزين ما يكمل، مشكلتي كما ذكرتها مسبقًا في جزئية أسلوب اللعب طالت حتى وصلت لمواجهة الأعداء حيث كان تنويعهم أقل من المعتاد في النمط الآخر. بالإضافة إلى أن مواجهة الزعماء بهذا الوضع لم يكن مماثل لمستوى الجانب العادي من القتالات بكل أنواعها.
الجانب الفنّي
تتبع Chained Echoes أسلوب الرسم البكسيلي 16-bit بمظهر ينبض بالألوان المتناسقة والممتعة للأعين. تصميم العالم بسيط ولكن جميل بمستوى يجعلك منسجمًا معه، أشكال الشخصيات والمخلوقات والزعماء بجميع أصنافهم جذابة بتفاصيل جيّدة. الخلفيات البعيدة للعالم ومشاهد السماء برزت بلوحات خلّابة مليئة بالتفاصيل والإبداع، لم أتوقف عن إلتقاط الصور من الأماكن الشاهقة أو المشاهد الليلية. نعومة الحركة لم تكن مفيدة من ناحية أسلوب اللعب فحسب، بل كانت انسيابية وسلسة بصريًا أثناء الدخول والخروج من القتال، الحركة والتنقل، الضربات والأنميشن الجميل الخاص بها.
لم يكن ألبوم السيّد Eddie Marianukroh بمستوى بقيّة عناصر اللعبة، معزوفات العالم والمغارات أدت الغرض من تواجدها دون أن تترك لمسة تزيد من المتعة أو ارتباط مشاعري بالمنطقة. كذلك الأمر مع موسيقى القتال في معارك الزعماء أو المواجهات العادية، ضعيفة التأثير في أغلبها حيث لم تلعب دورًا مؤثرًا في زيادة حماس اللعب، ولكن لن أنكر تواجد بعض المقطوعات الجيّدة في لحظات قتالية معيّنة. بالمجمل ليست سيئة، ولكن متوسطة المستوى بمعزوفات لم تتوهّج وترفع من قيمة مشاهد أو نزالات.
0 تعليقات