Valkyrie Elysium

Ibrahim أكتوبر 15, 2022
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير فريق Soleil من شركة Square Enix حيث صدرت على منصة الـPC و PS4/5 في تاريخ 29 سبتمبر 2022
-A A +A

عادت سلسلة Valkyrie للحياة مع أحدث إصداراتها Valkyrie Elysium بعد غياب دام طويلًا، وكانت العودة بحلّة جديدة بعيدًا عن أسلوب تبادل الأدوار حيث أصبحت ضمن تصنيف الأكشن الكلاسيكي الذي عفى عنه الزمان دون أي محاولات إبداعية واضحة. قد يبدو أنني بدأت ذم اللعبة مبكرًا، ولكن لا استطيع الانتظار حتى أتحدث عن مدى سوء وتعاسة اللعبة.

القصة

تتحدث القصة عن تداعي العالم حيث أصبحت حادثة راغناروك تلوّح في الأفق. وفي تلك الأثناء، خارت قِوى أودن حيث لم يعد قادرًا على القتال أو التحرك من عرشه بعدما نجى من معركة مميتة ضد الذئب فينرر. ولذلك، أنشا أودن بما تبقّى لديه من طاقة "فالكري" كي تكون خلاص هذا العالم المتهالك المحكوم عليه بالفناء. ومن هذا المنطق، تتجه الفالكري نحو ميدقارد لتلبّي طلبات أودن (السخيفة) برتم ممل ونمط غير إحترافي في سير القصة.

لعبة قصيرة يمكنك الإنتهاء من محتواها الأساسي في غضون 8-9 ساعات، ولكن كانت ثقيلة بسبب رداءة جودتها. تحصل على المهمة المطلوبة من أودن قبل بداية كل فصل، ثم تذهب وتختار اسم المرحلة لكي تبدأها. كل فصل عبارة عن نفّذ ما تؤمر به ثم عد إلى أودن، حتى تنتهي من اللعبة. توجد القليل من اللقطات السينمائية الضعيفة بدورها كذلك، من حوارات وشخصيات وأداء وأنميشن وإلخ. وفي خضم كل فصل، لا توجد أحداث تُذكر أو منعطفات جيّدة تجعل لقصتها أهمية، تسير في سلام نحو أهدافك وتصادفك أحيانًا شخصية معادية تتكرر مواجهتها كثيرًا حتى تصبح مملة للغاية.

قصة واضحة منذ بدايتها، كل شيء مكشوف وكأن الكتّاب لا يملكون أي خبرة في مجالهم. لم يستطيعوا تكوين أساس قوي، أو أحداث مشوّقة أثناء اللعب، أو ذرة غموض تجعلني مهتمًا بالقصة، أو حتى شخصيات لها دور ملموس. وبما أنني ذكرت الشخصيات، فسوف تضم خلال النصف الأول من اللعبة أرواح 4 شخصيات بجوارك كاستدعاءات يدعون بـEinherjar، حيث كانوا في ما مضى محاربين ولكن وافتهم المنيّة دون إتمام واجباتهم. أدوار الـEinherjar غير مهمة قصصيًا سِوى في زيادة قوة الفالكري، فقد استقطعوا جزء كبير من القصة لجمعهم دون إضافة للجانب القصصي، ليت أرواحهم تُركت في ساحة المعركة وهلك العالم مع اللعبة. 

أسلوب اللعب

تستخدم الفالكري سيفها في بداية اللعبة عبر تنفيذ ضربات سطحية للغاية دون أي عمق في القتال. لديك زرّان أساسيان فقط لشن الهجمات حيث تشكيل الكومبوات بينهما ضعيف مع خيارات قليلة كذلك. تحصل لاحقًا على المزيد من الخيارات القتالية التي تحسّن اللعب قليلًا حيث تتمكن من دمج الضربات الأرضية مع الهوائية بالإضافة إلى شن هجمات بعد المراوغة أو الإندفاع نحو العدو بخاصية تشبه الحبل وغيرها. كما تستطيع الفالكري استخدام ضربات سحرية تتميّز بالعناصر الطبيعية، حيث يمتلك كل عدو وزعيم على نقطة ضعف من عنصر معيّن مما يجعلك تركّز على هذا العنصر في قتال كل عدو على حدة. وبالنسبة للأسلحة، سوف تحصل على المزيد من الأسلحة لاحقًا ويمكنك التبديل بين سلاحين أثناء القتال، ولكن تصميم الأسلحة لم يكن متقنًا للحد الذي يغيّر من أسلوب القتال بالشكل المطلوب. 

السلاسة ولعبة Valkyrie Elysium خطّان متوازيان لا يلتقيان، أسلوب قتال بطيء بعض الشيء مع تحركات شبه ثقيلة للفالكري، بالإضافة إلى إفتقار اللعبة لبعضٍ من بديهيات ألعاب الأكشن السريعة بطبعها. على سبيل المثال، لا تستطيع المراوغة أثناء شن الهجمات حتى ينتهي أنميشن الضربة (الثقيل)، التبديل بين الأسلحة ليس مدمجًا أو عمليًا حيث يتعيّن عليك التوقف عن الهجوم للتغيير، عندما تتلقى الفالكري ضررًا تسقط أو تتوقف لفترة وجيزة دون عودة سريعة مما يبطئ من رتم اللعب. قد تبدو ليست بمشاكل حقيقية لبعض الألعاب، ولكن مع تصميم فكرة أسلوب قتال اللعبة كان من المفترض تسريع آلية القتال مع إضافة بعض الميكانيكيات المساعدة.

شجرة تطوير الفالكري بسيطة ولكن بإضافات عملية في بدايتها فقط، حيث تُصبح لاحقًا شبه غير مفيدة سِوى في زيادة الضرر وصلابة الدفاع. سوف تتمكن مع التطويرات بالاستفادة من تبطيء الوقت مثل بايونيتا عندما تراوغ بالوقت المثالي، شن هجمات هوائية أكثر، دمج المهارات الأساسية مع الضربات مثلما ذكرت في القطعة الأولى من هذه الجزئية وغيرها. حينها، يصبح القتال أجمل بصريًا وأكثر تنويعًا بعض الشيء، ولكن لا يزال يحتاج للكثير من الصقل والتطوير.

الجانب الأفضل بالنسبة لي في أسلوب اللعب، بل في اللعبة كاملة هي الاستدعاءات. يتميّز الـEinherjar بأسلوب مختلف في القتال لكلّ واحدٍ منهم، بالإضافة إلى عنصر طبيعي مختلف مما يجعل لبعضهم أولوية على حسب نقطة ضعف العدو. كما أن فور استدعاء أي واحدٍ منهم، سوف يغلّف سلاحك بالعنصر الخاص بالشخصية المستدعاة. وجودهم مؤثر في القتال، وجهودهم ملموسة. يمكنك من خلال الإعدادات التحكم بمدة تواجدهم بعد الاستدعاء كالمكوث لنصف دقيقة على سبيل المثال، في حين أن كلما أردت إطالة وجودهم سوف يستنزفون المزيد من الشريط المخصص للاستدعاء. مع التطويرات، يمكنهم الحضور آليًا لشن هجمة واحدة في بعض المناسبات، كعندما يتم كسر صدّك أو تلقي ضررًا يلقيك أرضًا وإلخ. بالإضافة إلى إمكانية تخصيص نوعية ضرباتهم وذلك عبر إتمام المهام الجانبية الخاصة بقصصهم، والتي بالمناسبة، سيئة.

العالم وتصميم المراحل

تصميم عالم اللعبة بدائي، بيئات عادية بمظهر عفى عنه الزمان خالي من الإبداع واللمسات الفريدة. وانت تسير في ميدقارد، تشعر بأن Valkyrie Elysium مجرّد ريماستر HD للعبة مضى عليها عشرين عامًا بأفكارها وتطبيقها وعرضها، أمزح لا توجد أفكار من الأساس لكي أحكم عليها. تصميم سطحي لكل المراحل وأهداف سخيفة ومكررة، فقط لاحق النقطة المعينة بالخريطة وواجه الأعداء وراء بعضهم. استكشاف غير مثمر يكافئك معظم الأوقات بصناديق تحتوي على أحجار تطوير بنسبة ضئيلة جدًا لا تُذكر يمكنك العثور على أضعافها من خلال هزيمة عدو واحد فقط، بالإضافة إلى أدوات علاجية وما شابهها حتى تُصبح حقيبتك مليئة ولا تستطيع حمل المزيد.  

المهام الجانبية سيئة بكل ما تعنيها من معنى، مكافآتها سخيّة ومميّزة حيث هي الدافع الوحيد للعبها، طبعًا قصص ضعيفة وُجدت لكي تملئ المحتوى الجانبي فحسب. لا تختلف أهداف هذه المهمات عن المحتوى الأساسي، حيث تعود لذات المناطق التي مررت بها في المهام الرئيسية لكي تحصل على أمر معيّن أو قتل عدو وتنتهي المهمة.  

الأعداء والزعماء

كما ذكرت مسبقًا كل عدو وزعيم يمتلك نقطة ضعف من عنصر معيّن، حيث يمتلكون عدّادًا يمتلئ عندما تهجم عليهم بالعنصر المذكور مما يؤدي إلى شللهم مؤقتًا. الأعداء متنوّعين في فصائلهم حيث ستواجه الغلمان والطائرين والسحرة والجنود وغيرهم، تنويع لا بأس به يضيف الحياة في تجربة هذا العالم الباهت. أعدادهم معقولة وتنويع الفصائل ونقاط ضعفهم في نفس الوقت من القتال جعل من هذا الجانب يتّسم بالمتعة بسبب تعدد أساليبهم وحيرة اختلاف العناصر. تصبح مواجهتهم مملة في الساعات الأخيرة من اللعبة وخصوصًا في آخر فصلين بسبب تواجد أعداد هائلة منهم بشكل مزعج. وبالنسبة للزعماء، فمواجهتهم عادية بها القليل من التحدّي والمتعة مع تصميم جيّد لمظهرهم.

الجانب الفنّي

مستوى الرسوم ممتاز جدًا بالنسبة للعبة من الجيل السادس لألعاب الفيديو، ومن الممكن السابع كذلك على بداياته؟ الخلفيات والخامات دائمًا ما تكون بجودة متواضعة ومتذبذبة مع هندسة عمرانية مبتذلة. أوجه الشخصيات ميتة خالية من المشاعر والتعابير دون تطابق الشفاه مع الحوار، صاحبتها أسماء كبيرة في الأداء الصوتي الياباني ولكن دون المستوى بلا تلاؤم مع إيماءات الشخصيات ذاتها أثناء الحديث. الشيء الوحيد الذي كان جميلًا في المظهر العام في اللعبة هي التأثيرات البصرية للضربات والتعويذات السحرية.

 الملحن الكبير Motoi Sakuraba صنع ألبوم متواضع المستوى والكميّة، موسيقى جميلة في القتال والتجوّل ببعض الجزئيات مع شبه غياب الجانب الموسيقي على الأركان الأخرى من اللعبة حتى تكاد تنعدم من ضعف تأثيرها. بالإضافة إلى تكرار ذات الألحان على مدار اللعبة دون تنويع يُذكر مع إختلاف المناطق أو المواجهات. ولذلك، حتى وإن كانت بعض المقطوعات رائعة، فقد فقدت بريقها بسبب تكرارها المميت حتى أصبحت صوتًا غير مهمًا في الخلفية.

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/