Eldest Souls

كنت متطلعًا لتجربة Eldest Souls منذ الإعلان عنها، ولكن، كنت متشبعًا وقت صدروها من الألعاب المستلهمة من سلسلة السولز، بل كنت أنفر من هذا النوع بعدما أجتاحت كومة من النسخ القبيحة المتبعة لذات النهج سوق الألعاب. والآن، بعدما قمت بتجربتها، اكتشفت بإنني ظلمت واحدة من ألعاب السولز-لايك الممتعة التي أتقنت جوانب تميّزها عن غيرها!

القصة

بعد معاناة لقرون من العبودية، قرّر البشر التمرّد على الآلهة القديمة حيث نجحوا في أسرهم داخل قِلاع. كان البشر في جهلٍ عن العواقب الوخيمة إثر فعلتهم الشنيعة، حيث كان رد الآلهة هلاكًا وزوالًا للحياة البشرية إنتقامًا لثورتهم. ولكن، تبقّى بصيص أمل بسيط للبشرية، فارس وحيد مع سيفه فقط مجابهًا الآلهة وسط عالم متهالك، حيث سلك هذا الطريق لقتلهم سعيًا لجلب التوازن للعالم ولاستعادة البشرية مجدها السابق.

إنها كتلك القصص الخاصة بألعاب السولز، يمكنك معرفة الخلفية القصصية لمنطقة أو آلهة معيّنة مع تفاصيل إضافية عن العالم من خلال قراءة رسائل متبعثرة من حولك أو التحدث مع الشخصيات الجانبية الغير قابلة للعب والتقدّم في مهامهم المنفصلة. وبالنسبة لمستوى Eldest Souls القصصي، لم تكن بالأمر الجلل، مجرد قصة وتفاصيل عادية وُجدت لتُكمل أركان اللعبة فحسب.

أسلوب اللعب

تتميّز اللعبة بنظام قتالي يعتمد على سرعة البديهة حيث تمتلك في بداية الرحلة مجرد سيف هزيل، ويُصبح نظام اللعب أكثر متعة وتنويعًا بعد هزيمة كل زعيم حيث تحصل بعدها على نقاط خبرة تفتح لك مهارة جديدة. وانت مخيّر بين 3 أساليب قتالية لتتبعها في آن واحد أثناء المعارك (يمكنها التبديل بينهم في أي وقت خارج القتال دون عواقب). ومن خلال نقاط الخبرة، يمكنك فتح مهارات ومزايا معيّنة في ذات الأسلوب التي سِرت على نهجه، وحينما تريد تغيير أسلوب القتال، سوف تستعيد جميع النقاط لفرزها بالطريقة التي تناسبك كيفما تشاء في الأسلوب الآخر. هذه الميزة سمحت بشكل كبير بتنويع اللعب، كما أن كلّ أسلوب كان مختلفًا تمامًا في اللعب حيث يُتيح لك خيارات واسعة في القتال بحسب نمط الزعيم وتحرّكاته.

وبعد هزيمة كل زعيم، سوف تحصل على روحه حيث يمكنك توظيفها بين عدة خيارات تُعطيك أحد خصائص الزعيم. على سبيل المثال، يمكنك وضع قوّة الزعيم أثناء التفادي المثالي، أثناء شحن الضربة القوية، أو حتى استعمالها في توظيف ضربة جديدة كليًا لا ترتبط بالمهارات الأساسية، وغيرها. وكلما زادت أرواح الزعماء التي لديك، كان بإمكانك التشكيل بينها بشكل رائع ومتناغم مع المهارات المكتسبة من شجرة التطوير التي ذكرتها مسبقًا.

متعة فريدة في القتال، وبعد كل زعيم يُصبح أسلوب اللعب أكثر إدمانًا وجنونًا. وهذه الميزة ساهمت بشكل كبير في زيادة قابلية إعادة اللعبة مرارًا وتكرارًا حيث يمكنك كسب المزيد من نقاط الخبرة وإشعال اللعب لتجربة أنماط قتالية جديدة.

الزعماء

لعبة Eldest Souls عبارة عن مواجهة زعماء فقط، حيث تسير في هذا العالم المتهالك باحثًا عن الآلهة لسفك دمائهم. ولذلك، يُعتبر مستوى الزعماء أحد الركائز الأساسية لنجاح اللعبة، ولم يخيّبوا الظن. تنويع كبير في طرق قتالهم مع مواجهات وتحديات ممتعة لمعظمهم. يتميّز كل زعيم من بينهم على أسلوب فريد يجعل نزاله مختلفًا تمامًا عن الآخر من جميع الجوانب. كما أن معظم ميكانيكياتهم القتالية مصممة بعناية وبأفكار جيّدة، حيث تحث على تجربة الأساليب القتالية والتنويع بينها حتى تجد النمط الأنسب للتغلب عليه. وأكثر ما يعجبني بالزعماء المصممين بهذا المستوى الجيّد، هو التعلم والتجربة من الخسارة حيث تعود إليه مجددًا بخبرة أكبر ومعرفة أوسع.

الجانب الفنّي

عالم اللعبة المتهالك والسوداوي ظهر بمظهر بكسيلي رائع، المباني والمناظر والمجسمات من حولك صممت ورُسمت من قبل فنانين مبدعين. كما أن تصميم الشخصيات والزعماء كان جيدًا بتفاصيل دقيقة وأنميشن سلس للتحركات والضربات. بالإضافة إلى جمال المؤثرات البصرية الخاصة بالمهارات والخصائص المكتسبة من الزعماء. وتناسقت المعارك مع موسيقى تصويرية ملائمة لكل زعيم حيث كانت متنوعة ومناسبة للحدث والثيم العام الخاص بالمكان والمواجهة.