Trek to Yomi

دائمًا ما تجذبني تلك الألعاب المميّزة في توجهها الفني ومظهرها الفريد، والنظرة الأولى على Trek to Yomi كانت كفيلة بأن تجعلني متشوّقًا لخوض هذه التجربة الساحرة بصريًا. ولكن، احذروا من هذا الفخ الذي وقعت فيه، فالمظهر الخارجي ليس إلا غطاءً يُخفي لعبة ضعيفة ومملة.

القصة

تتحدث حكاية Trek to Yomi عن شاب يُدعى بـHiroki، حيث كان يتدرب مع معلّمه بالسيف قبلما تقع الكارثة وتُغزى القرية التي يعيشان فيها. حينها، أقسم الشاب على أن يكرس حياته دفاعًا عن القرية وأهلها من التهديدات الحالية والمستقبلية حتى تحين منيته.

قصة بسيطة ومستهلكة، أحداثها مملة من بدايتها وحتى الرمق الأخير. شخصيات سيئة على الرغم من قلّتها مع تطوّر غريب لـHiroki دون أي إهتمام لشخصيّته. لعبة ساموراي لم أجد فيها أي من تلك الدروس والقيَم التي تتنافس الشركات في تقديمها لمثل هذه الألعاب. حتى الخيارات المصيرية في القصة، لم يُحسنوا تفرّعها حيث صُدمت لمدى سوء بعضها وعدم تلاؤمها مع فكرة القصة ونُبلها. بالإضافة إلى تواجد أفكار قصصيّة ليست إلا دخيلة على القصة، لتجعل منها أكثر ضياعًا وسوءًا. 

أسلوب اللعب

إلهي، لم أشعر بملل بهذه السرعة في أي لعبة من قبل. أسلوب القتال عبارة عن ضربتين ثقيلة وخفيفة بالإضافة إلى الصد دون أي تطوّر ملموس على اللعب باستثناء إضافة استخدام أسلحة بعيدة المدى، حيث يُشكرون عليها لأنها الفارق الوحيد المختلف بين البداية والنهاية. فمنذ بداية اللعبة أثناء التدريب وأنت طفل، يحافظ أسلوب القتال على ضعفه وسوئه حتى نهاية اللعبة. يتعلم Hiroki بعض الكومبوات الجديدة أثناء التقدم، ولكن جميعها دون فائدة وليست عملية، بل لن تحتاج للقيام بها من الأساس.

الأعداء ساهموا كذلك في زيادة جرعة الملل، الغالبية العظمى منهم يتشابهون في القتال والأساليب وكيفية هزيمتهم. فأكبر فرقٍ بين الأعداء هو المظهر الخارجي فقط. تنويع ضعيف ومواجهات مملة، وكأن سوء أسلوب اللعب ينقصه جانب أكثر ضعفًا منه. ناهيك بأن مواجهة الزعماء عبارة عن عدو عادي ولكن بشريط صحّة أطول. بالإضافة إلى بعض الزعماء الذين كانوا غير بشريين، حيث لم تكن مواجهتهم مصممة بإتقان أبدًا.

وفي جزئية معيّنة، أصبحت اللعبة تمتلك بعض الألغاز لتقدّمها كعقبات في طريقك. ولكن، ما هي المفاجأة؟ ألغاز حتى أسوأ من تلك المتواجدة في لعبة Hellblade: Senua's Sacrifice. ذات اللغز يتكرر كثيرًا، حيث يجب عليك مطابقة الرموز مع الحجر لتستطيع إكمال طريقك. والرموز من الأساس بجوارك، كل ما عليك فعله هو ترتيبها فقط.

الجانب الفنّي

النقطة الإيجابية الوحيدة في اللعبة، الجانب الفنّي. المظهر والإخراج العظيم للعبة جعل منها تجربة سينمائية بحتة، بأسلوب أفلام Akira Kurosawa وأفلام الساموراي الكلاسيكية باللونيّ الأسود والأبيض. زوايا الكاميرا مذهلة، خلقت شعور ليس له مثيل. تصميم العالم والمباني مع تباين ممتاز للإضاءة وتركيز الكاميرا. كل منطقة وجزئية مررت من خلالها كانت لوحة فنيّة بمعنى الكلمة، تستطيع استشعار الحب والشغف في صناعة وتصميم الخلفيات. الموسيقى التصويرية لم تكن مميزة أو سيئة، بل أدت الغرض منها بشكل ملائم مع نمط القصّة والتوجه الفنّي.