Tales of Arise

Ibrahim مايو 06, 2022
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير Bandai Namco حيث صدرت على منصة الـPC و PS4/5 و Xbox One/Series في تاريخ 10 سبتمبر 2021
-A A +A

كشخص يعشق تصنيف تقمّص الأدوار اليابانية، لديّ الكثير من العناوين والسلاسل الكبيرة التي أود تجربتها في أقرب فرصة. ومن أبرز تلك السلاسل هي Tales of الغنيّة عن التعريف، حيث يشيد بمستواها الكثير من اللاعبين على مر الأجيال. وزادت رغبتي الجامحة في بداية السلسلة بعدما ذاع صيت أحدث إصدارات السلسلة Tales of Arise والتي جذبت إنتباهي منذ عرض الكشف عنها خلال حدث E3 لعام 2019. وتباعًا، سأتحدث عن اللعبة كتجربة مستقلّة كوني شخص لم يواكب التطوّرات التي عاصرتها السلسلة.

القصة

تتحدث قصة Tales of Arise عن صراع دام لثلاثة قرون بين عِرقين من البشر يُدعان بالـRenans والـDahnans (نسبةً لأسماء العوالم الخاصة بهم، Rena وDahna)، حيث يفرض الأول سُلطته وحكمه على الآخر ظلمًا وطغيانًا بعد غزوهم لعالم الـDahna الذي ينقسم إلى 5 ممالك رئيسية تتميّز أراضيها الخصبة بعناصر متنوّعة كالمياه والنيران. كل مملكة يحكمها أحد الـRenans الأقوياء والذين يستعبدون شعب الـDahnans لإجبارهم على استخراج طاقة تدعى بالـAstral Energy بمختلف الطرق الغير انسانية، وذلك في سبيل الحصول على أكبر قدر من الطاقة للفوز بمنافسة التاج التي يُقيمها شعب الـRenans كل عشرة أعوام لإختيار حاكم عالمهم بأكمله.

ومن هنا تبدأ حكاية بطل قصّتنا (من الـDahnans) فاقدًا لذاكرته وعاجزًا عن معرفة هويته، اسمه، حتى ماضيه. يجد نفسه عبدًا لأحد الممالك مرتديًا قناعًا لا يستطيع إزالته مع سمة غريبة في جسده تمنعه من الإحساس بأي نوع من الآلام. وأثناء قيامه بالأعمال الشاقة، يصادف فتاةً من أحد شعوب الـRenans مأسورة وتحاول الهرب، حيث يساعدها في الفرار وتكون تلك المصادفة بداية لمغامرة نحو تغيير العالم والمستقبل.

القصة في فكرتها وترحالها ليست بالأمر الجلل، ولم تقدّم حبكة تجعلني متفاجئًا من الأحداث بل بعضها كان سخيفًا. أكثر ما يقلقني دائمًا من هذا القالب القصصي المكرر هو تشابه الأحداث في كل مملكة، ولكن، هذا ما أبدعت به اللعبة حيث كانت كل مملكة تختلف في مجرياتها عن الأخرى. وعلى الرغم من بساطة أحداث القصة، إلا أنها كانت مسليّة وجعلتني مستمتعًا بوقتي في النصف الأول من هذه المغامرة. 

استمرّت القصة بسلاسة جيّدة حتى وصلت للنصف الأخير من اللعبة، حيث تدهورت القصة بشكل غريب وسيء. فقد قررت اللعبة بأنها تُريد أن تصبح أكثر سوداوية على نهاية اللعبة، وأصبحت مبعثرة وعشوائية في سرد كم هائل من المعلومات بشكل مستعجل وممل. رتم الأحداث والثيم العام للعبة تغيّر كثيرًا، وكان التغيير للاسوأ. كان يجب على اللعبة أن تنتهي عند نقطة معيّنة بشكل جيّد وملائم لما سارت عليه القصة منذ البداية، ولكن، انحرفت اللعبة فجأة لتصبح أطول عمرًَا بمحتوى قصصي فوضوي وغير ممتع جعلها تفقد متعتها على الرمق الأخير.

أكثر ما أعجبني في قصة Tales of Arise هي المشاهد السينمائية حيث كانت بعدد مناسب (في النصف الأول) وجودة رائعة حيث كانت من أهم الأسباب التي جعلتني منغمس بالجزء الجيّد من القصة على الرغم من ضعفها بشكل عام. بينما تضمّن النصف الأخير مشاهد أكثر وهذرة دون سنع تصيب المشاهد بالملل. على العموم، سأتحدث عن المشاهد مجددًا في فقرة الجانب الفنّي.

الشخصيات

أكثر نقطة تهمّني في أي لعبة تقمّص أدوار يابانية هي الشخصيات، وفي Tales of Arise كانت أكثر نقطة محبطة. وأود أن أبدأ حديثي في هذا الجانب عن بطل القصة الذي فاجأني بدوافعه الغير منطقية (في بداية اللعبة) وحواراته وتصرفاته التافهة جدًا، لأول مرة أتمنى أن يكون البطل صامتًا حيث كان من الممكن أن يظهر بشكل أفضل من ذلك. ثم تأتي بعد ذلك شخصية وراء الأخرى بخلفيات قصصيّة وسمات شخصية عادية، وهنا كانت المشلكة، حيث لم تحاول اللعبة كثيرًا بتحسين الشخصيات وتوطيد العلاقة بينهم. 

كان من الممكن استغلال كثرة الحوارات الجانبية (قصص مصوّرة ومتحرّكة يمكنك تفعيلها أثناء التجوّل) التي جمعت الشخصيات أثناء الرحلة في تطوير هذا الجانب، ولكن، لم تساهم كثيرًا حيث كان معظم تركيزها على نقاط مختلفة بالقصّة والعالم مع القليل جدًا عن الشخصيات. كما أن وفرة المشاهد السينمائية كان من الممكن أيضًا أن تتضمن لقطات أو لحظات مسليّة تجمع بينهم، ولكن، مثل الحوارات الجانبية، الغالبية العظمى من المشاهد تتعلق بالقصة الأساسية فقط لا غير، دون تركيز يُذكر على الشخصيات. على الأقل، كان تصميمهم المظهري جميل، ولكن، يوفروه.

أسلوب اللعب

عندما بدأت اللعبة، أنزعجت كثيرًا من أسلوب القتال السطحي والغير ممتع، وكنت أهرب من المواجهات على الرغم من أنني لا زلت في بداية الرحلة. لاحقًا، أصبح القتال أكثر متعة وجاذبية مع ميكانيكيات وأنظمة جديدة بالإضافة إلى مهارات وقدرات بتشكيلة متنوّعة وواسعة تنهمر بعد كل فترة. كما أن إنضمام المزيد من الشخصيات يضيف الكثير والكثير لأسلوب اللعب ومتعته بسبب التنوّع الكبير جدًا في خصائص وأساليب القتال لكل شخصية. فهنالك الشخصية السريعة والمعتمدة على المراوغة، وهنالك البطيئة والمعتمدة على الصد، وكذلك السحرة والسيّافين بالإضافة إلى المستعينين بأسلحة نارية. 

يمكنك التحكم بشخصية واحدة أثناء القتال ولكن يمكنك التبديل وقتما شئت مع الآخرين، حيث تتصرف بقيّة الشخصيات بمفردها وفقًا للاستراتيجية التي تضعها مع تشكيلة واسعة جدًا من الخيارات التخصيصية للاستراتيجيات. كما أن هنالك شخصيات خارج القتال تعمل كشخصيات داعمة تستطيع إشراكها في المعركة فور استدعائهم لتنفيذ ضربة مساندة (حتى الشخصيات المكلّفة في المعركة يمكنهم مساندتك فور ما يمتلئ العداد الخاص بالاستدعاء لكل واحدٍ منهم). بالإضافة إلى قابلية تبديل الشخصيات المشاركة في القتال مع الشخصيات الداعمة أثناء المعركة، مما يعزز من الاستفادة بتنوّع أساليب القتال لكل واحدٍ منهم على حسب أسلوب العدو.

توجد ميكيانيكيات وضربات خاصّة مختلفة تتضمن مشهد بسيط يضيف نكهة فريدة لكل مواجهة، على سبيل المثال، يمكنك استدعاء شخصيّتين ليشتركان في تنفيذ ضربة قويّة وغالبًا ما تكون قاضية عندما تُضعف دفاعات العدو أو تنقيص شريط صحّة الزعيم لجزئية معيّنة. هذه اللمسات ساهمت في جعل القتال أكثر جاذبية ومتعة بالإضافة إلى المؤثرات البصرية الاستثنائية كما سأتحدث عنها لاحقًا في جزئية الجانب الفنّي.

تستمر كذلك اللعبة بتجديد اللعب بمجموعة أكبر وأكبر من الأنظمة والميكانيكيات والمهارات والقدرات حتى تصل إلى الثلث الأخير، حيث قد بلغت اللعبة حدودها بالفعل. ليست مشكلة كبيرة لأنها ظاهرة طبيعية كون اللعبة على مشارف النهاية، ولكن، بسبب ضعف العناصر الأخرى في الجزئية الأخيرة ومواجهة أطنان مهولة من الأعداء، لم يعد هنالك ما يدفعني للتقدم أبدًا. الله صبرني وكملتها.

الأعداء

المرور بخمسة ممالك يعني من المتوقع مواجهة كم هائل من الأعداء والأصناف المتنوّعة، وخصوصًا في قصة تتضمن مخلوقات مختلفة من الوحوش. ولكن، هذا ما لم يحدث. مستوى الأعداء مخجل مع تنويع ضعيف جدًا، حيث تحتوي كل مملكة أو منطقة على عدد محدود جدًا من أصناف الأعداء. بالإضافة إلى تشابه فصائلهم في معظم الممالك والمناطق بإختلافات بسيطة. وبالنسبة لمواجهة الزعماء، فيمكنني تقسيمهم لنوعين. الأول، مواجهة الحُكّام أو البشريين، حيث كانت معاركهم ممتعة ورائعة مليئة بالتحدّيات المسلية. والثاني، مواجهة مخلوقات مختلفة، ومعاركهم كانت بين العادية إلى دون المستوى بشكلٍ عام.  

العالم

تنوّع التضاريس بإختلاف الممالك جعل من عالم Tales of Arise الشاسع والجميل أحد أفضل نقاط قوّتها. مظهر العالم الخلّاب بأكمله رائع مع تصوّر ممتاز لكل مملكة بالعنصر الخاص بها. إضاءة منعشة للعالم في النهار، وهدوء مخيف في عتمة الليل. أعجبتني تصاميم المدن والطبيعة، وكذلك هندسة المباني وجمالها. أسلوب الرسم الجميل باستخدام طابع الألوان المائية أضاف لمسة بالغة الجاذبية. في مثل هذه العوالم الفاتنة يتمنّى كل لاعب بأن تتضمن اللعبة نمط التصوير، ولكن للأسف، لا يوجد.  

المراحل والمغارات بسيطة جدًا في أفكارها وتصاميمها العملية بحيث لم تكن مملّةً إلا في مناطق معيّنة وخصوصًا بالربع الأخير من اللعبة. ولكن بشكل عام، تميل الكفّة للجانب الإيجابي لهذه النقطة حيث كانت مسليّة وأدّت الغرض منها. تركيبة العالم والترابط بين المناطق جيّدة، والتنقل بينهم ممتاز بسبب خاصية السفر السريع العملية والمصممة بطريقة تُسهّل على اللاعب الكثير، حيث يمكنك الإنتقال بكل يسر عبر فتح الخريطة وإختيار وُجهتك. ولكن للأسف، هنالك القليل من المناسبات التي تُجبرك على العودة من ذات الطريق الذي سلكته (backtracking) حيث كانت مزعجة وغير مُبررة (نعم، معظمها في النصف الثاني التعيس والسيء والخايس). 

أثناء الترحال ستصادف في طريقك مجموعة مهام جانبية مستهلكة، تكافئك بسخاء ولكن ضريبتها الملل والتكرار. معظم المهام الجانبية عبارة عن التحدث مع شخصية معيّنة وتزويده بمؤونات أو قتل مجموعة وحوش منتشرة في منطقة معيّنة. المشكلة بأنك قد تضطر أحيانًا للقيام بهذه المهام للحصول على المال أو نقاط التطوير لشجرة المهارات بسبب الجوائز العالية للمهام.

الاستكشاف ممتع ومثمر، لا توجد الكثير من الأسرار والطرق الفرعية كما ذكرت مسبقًا بأن تصميم المراحل بسيط جدًا، ولكن، الجوائز التي تحصل عليها تستحق الاستطلاع. هنالك الكثير من العناصر والأدوات التي تعثر عليها، بحيث تقوّي من عتادك وخصائصك، بالإضافة إلى المكوّنات التي تساعدك على صناعة الأسلحة والدروع والقلادات. والأهم منهم جميعًا، البوم! سوف تلاحظ أثناء المغامرة انتشار مجموعة كبيرة من حيوان البوم بمختلفة المناطق حيث يكافئونك عند إنقاذهم بعناصر شكليّة للشخصيات (ملابس، نظارات، قبعات، وإلخ).

الجانب الفنّي

كما ذكرت في جزئية القصة، أكثر ما أعجبني في الجانب القصصي هو المشاهد السينمائية حيث كانت بمستوى خيالي جدًا من الإبداع والتفاني في الإنتاج، وأعتقد بأن Tales of Arise قدّمت واحدة من أفضل الرسوم بهذا الطابع على الإطلاق. شعرت أثناء مشاهدة جميع المشاهد بأنني أتابع أنمي بالفعل وليس مشهدًا من لعبة، فقد كان الإخراج ممتازًا بجودة رسوم عالية جدًا مع أنميشن مثالي لتحركات الشخصيات وإيماءات أجسادهم.

وكذلك الأمر أثناء القتال، حيث تميّزت ضربات الشخصيات بأنميشن رائع مع مؤثرات بصرية خلّابة تجعل من المعركة أكثر متعة لتنغمس معها بشكل ممتاز. بالإضافة إلى المشاهد التابعة للضربات الخاصّة بكل أشكالها ولمختلف الشخصيات، جعلتني أرغب بالقيام بكلّ الضربات المصاحبة بالمشاهد مرارًا وتكرارًا بسبب الشعور الممتع والمُرضِ في اللعب والمشاهدة في ذات الوقت.

الموسيقى التصويرية، أول إنطباع إيجابي في اللعبة حيث ستلاحظ ذلك من لحظات اللعبة الأولى. فنّ الملحن Motoi Sakuraba وفريقه أضاف الكثير والكثير لكل جزئية من اللعبة، وبالأخص أثناء التجوّل في العالم والقتال حيث جعلت الكثير من المعارك أكثر ملحمية ومتعة. مستوى فنّي خيالي قدّمه الفريق لنحصل على منتج فنّي متكامل بكل أطرافه. 

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/