Ghostwire: Tokyo

Ibrahim أبريل 30, 2022
كلمة
نبذة عن المقال: من تطوير فريق Tango Gameworks من شركة Bethesda حيث صدرت على منصة الـPC و PS5 و Xbox Series في تاريخ 25 مارس 2022
-A A +A

لست من مُعجبي ألعاب Shinji Mikami أو لعبة استديو Tango Gameworks الشهيرة بجزئيها The Evil Within، ولكن أحدث إصدارات الفريق Ghostwire: Tokyo أثارت إهتمامي منذ الوهلة الأولى، حيث جذبتني أفكارها المميّزة وتصاميمها المريبة للفلكلور الياباني. وتباعًا، سأتحدث عن تجربتي مع أحد أكثر العناوين المُلفتة بأفكارها في هذا العام.

القصة

تدور أحداث لعبة Ghostwire: Tokyo بعد ظاهرة غريبة شهدت إختفاء مفاجئ للهيئة الجسدية الخاصة بجميع البشر المتواجدين في مدينة طوكيو اليابانية. وصاحَب تلك الحادثة غزو مخلوقات اليوكاي الذين يُدعون بالزوّار برفقة مجموعة غريبة من الأشخاص المقنّعين بأقنعة الـHannya. وفي تلك الأثناء، يجد نفسه بطل قصتنا Akito ممسوسًا بروح أحد الأشخاص الذي يُدعى بـKK حيث يمدّه بقوّة خارجة عن الطبيعة، مما جعلته أيضًا محافظًا على هيئته الجسدية في خضم ظاهرة الإختفاء بسبب القدرات التي اكتسبها. 

قد تبدو القصّة مثيرة للإهتمام، ولكن للأسف، لم تكن بالمستوى المأمول. الأحداث سطحية وعادية على أفضل تقدير على الرغم من أن فكرتها تحمل إمكانيّات كان من الممكن أن تجعل لقصّتها أثرًا أكبر على التجربة. لم تُحسن اللعبة التصرف بالتعامل مع الغرماء، حيث كانوا مجرّد شخصيات مُكمّلة لأحجار القصة الأساسية فقط دون أدنى أثر إيجابي. كما أن بعض الأحداث حصلت على عُجالة ولم تتلقّى بعض الجزئيات الإهتمام والتقديم الكافي لتُعطيها حقها. ومع التقدم في اللعبة، لاحظت بأن آخر همّي في Ghostwire: Tokyo الإهتمام بالمجريات وما تحمله القصّة من أحداث. 

وفي الجانب المقابل، أعجبتني العلاقة الرائعة والتطوّر الجيّد بين بطل القصة Akito ورفيقه القابع في داخله KK حيث لم يكونا على توافق في بداية اللعبة بسبب اختلاف الأهداف التي ينوي كلّا منهما تحقيقها. ولكن مع التقدّم، يبدآن في تقبّل بعضهما بسبب الحاجة الماسّة لوجود كليهما. شيئًا فشيئًا تبدأ الحوارات بينهما تصبح أكثر تسلية للاستماع أثناء القتال وخارجه، ويمكنك استشعار تطوّر التناغم بينهما طوال الرحلة حتى نهايتها. بالإضافة إلى أن اختلاف شخصيّتهما في الأفكار والتصرفات والخبرة جعل من توطيد علاقتهما الجزء الجميل من قصة اللعبة.

أسلوب اللعب

قدرات Akito التي حصل عليها من KK جعلته قادرًا على تنفيذ ضربات مختلفة في عناصرها وطريقة إطلاقها أو تفعيلها، وهي تنحصر تحت ثلاثة أنواع، ضربات الرياح السريعة والدقيقة، المياه ذات المدى القريب والأوسع، النار وبقوّة تفجيرية كبيرة. أساليب الهجمات الثلاثة خلقت متعة في القتال وخصوصًا أثناء مشاهدة جمال الأنميشن المذهل لحركات اليد مع التأثيرات البصرية الرائعة. كما أن بحوزة Akito بعض الأدوات والعناصر الأخرى المساعدة في القتال، كالقوس (عديم الفائدة) وتعويذات شبه نادرة بخصائص مختلفة (أي أنك لن تستعملها إلا للضرورة). 

ولكن، هل هذا التنويع البسيط والمحدود كافي ليجعل من القتال ممتعًا حتى الرمق الأخير من اللعبة؟ لا. المتعة التي قدّمتها لي اللعبة في ساعاتها الأولى بدأت في التلاشي شيئًا فشيئًا. فـGhostwire: Tokyo مثال لحال بعض العناوين التي تحمل أفكارًا جميلة بأسلوب اللعب، ولكن، لم يتم صقلها أو التعامل معها بالشكل الذي يرتقي بمستوى اللعبة. فقد وصل مستوى أسلوب القتال لذروته بعد فترة وجيزة جدًا من بداية اللعبة بتقديم شبه جميع مافي جعبته في السويعات الأولى. بالإضافة إلى أن شجرة التطوير لم تضف الكثير للقتال حيث تستهدف فقط إلى زيادة سرعة الضربات ومداها وأمور أخرى بسيطة جدًا. 

تمنيّت لو أن اللعبة قامت بتوظيف أفكارها البسيطة والسطحية بشكل أفضل من ذلك، خصوصًا مع وجود 3 عناصر قتالية مختلفة بحيث كان من الممكن خلق مواقف تجعل من عناصر معيّنة أقوى من غيرها لزيادة التنويع في القتال، أبسط مثالٍ على ذلك اتّسام الأعداء بنقاط ضعف وقوّة أمام بعض العناصر. كما تمنيّت، بل استغربت، لعدم وجود ميكانيكيات مهمة جدًا في مثل هذا النوع من الألعاب كالمراوغة حيث أعتمدت اللعبة فقط على الصد الذي لم يكن خيارًا مناسبًا في معظم الأوقات. 

وبشكلٍ عام، القتال ممتع في ساعاته الأولى بعدما يخدعك بحركات اليد الكول والأنميشن الرائع المصاحب للتأثيرات البصرية مع اهتزازات يد التحكم DualSense والتفاعل الممتاز أثناء اللعب. ثم تتدهور التجربة في جميع أركانها حتى تُصبح على عجلة للإنتهاء من اللعبة. للأسف، فرصة ضائعة، ليتهم عملوا على جانب التنويع والتطوير بشكل أفضل مما كان من الممكن أن يخلق أسلوب لعب أكثر صلابة وتأثيرًا على التجربة كاملة.

العالم المفتوح

تركيبة عالم لعبة Ghostwire: Tokyo عبارة عن أجزاء صغيرة يكسوها الضباب حيث لن تتمكن من الوصول إليها إلا إذا قمت بالتفاعل مع بوابات توري (Torii Gate) التي تعمل بمثابة المفتاح للمنطقة والخريطة الخاصة بالجزئية، وبمعنى أدق، كفكرة الأبراج المستهلكة في ألعاب العوالم المفتوحة. وبهذه الحالة، أنت مجبر بالتفاعل مع البوابات جميعها للتقدّم في القصّة، ناهيك عن كثرتها المزعجة. وبعد فتح المنطقة وتبدد الضباب، يمكنك رؤية الخريطة المرصّعة بالعديد من الأيقونات الغير ضرورية.

المهام الجانبية مسليّة على الرغم من تكرار بعضها، ولكن، عالأقل أدّت الغرض منها. تتمحور قصصها عن أرواح سُكّان مدينة طوكيو الذين فقدوا أجسادهم بمستوى قصصي بسيط يقوم بالواجب. بها بعض الأفكار الممتعة والبسيطة التي جذبتني للعب المهام الجانبية في النصف الأول حيث فقدت إيجابيّاتها لاحقًا بتكرار مزعج. وبالنسبة للنشاطات الأخرى، ضعيفة ولا تستحق الذكر بجميع أشكالها. كتجميع الأرواح المنتشرة بشكل هائل وسيء للغاية في أرجاء العالم، منع الزوّار من سحب الأرواح، قتال أعداد كبيرة من الزوّار. باختصار، تسليك وحشو أي نشاط في بقاع مختلفة من طوكيو. 

على العموم، مستوى المحتوى الجانبي مخجل باستثناء المهام الجانبية التي تصبح مملة كذلك بالنصف الثاني من اللعبة لقلّة تنويع الأفكار، وشحّ التنويع ليس بالحتوى الجانبي فحسب، بل بجميع عناصر اللعبة الأخرى، مما جعلني أرغب في الإنتهاء من اللعبة بأسرع وقت ممكن. ولحسن الحظ، عمر اللعبة القصير هو ما دفعني لإنهاء اللعبة، حيث لم أكن لأكملها إن كانت أطول من 15 ساعة لعب.

الأعداء

كنت في بداية اللعبة مستمتعًا بتنوّع الأعداء والخصائص التي يتميّز بها كلّ واحدٍ منهم بأساليب وطرق قتالية مختلفة. فمنهم سريع الحركة وضعيف الضرر، وكذلك متوسط السرعة وقوّة الضربات، ومنهم البطيء ذو صحّة عالية حيث يتطلب مجهودًا للقضاء عليه. كما أن هنالك الأقوياء الذين يمتلكون مزايا أخرى حيث لا يظهرون إلا قليلًا أو في اللحظات المهمة في القصة. ولكن، سرعان ما يُصبح قتالهم جميعًا مكررًا نظرًا لقلّة تنويعهم بعد عدّة ساعات من اللعبة حيث سوف تواجه معظم أنواعهم في بدايات اللعبة. وبالنسبة لمواجهة الزعماء، فقد كان قتالهم عاديًا لا يُذكر، بل كان محبطًا في بعض المناسبات. 

الجانب الفنّي

لم أرى مدينة طوكيو بهذا الجمال الرائع من قبل في ألعاب الفيديو، فقد تم تصميم المدينة بأبهى حلّة في لعبة Ghostwire: Tokyo لدرجة قد تجذب اللاعب لخوض هذه التجربة فقط للتجوّل بهذا العالم المذهل بصريًا ومعماريًا. ناطحات السحاب، المساحات الشاسعة، الأزقّة المظلمة، وغيرها من المعالم المبهرة في تفاصيلها تحت زخات المطر. وما زادها روعةً هو دمج الحضارة الحديثة مع الفلكلور الياباني بشكل استثنائي مما نتج عنه تصاميم وتصوّرات فريدة من نوعها. 

كما أعجبتني للغاية مظاهر الأعداء وتصاميمهم المميّزة، وعلى الرغم من قلّة إطلاعي بالفلكلور الياباني، إلا إنني شهدت العديد من التطبيقات الرائعة لهذا التراث والإرث الغني بالأفكار المدهشة. وكما ذكرت سابقًا، الأنميشن الخاص بالضربات وحركات اليد مذهلة للغاية، بل هي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتني أقتني اللعبة (تهوّرت). بالإضافة إلى المؤثرات البصرية والسمعيّة لكل ما هو حولك كانت مثيرةً للإعجاب. 

شارك المقال وأمدحني

Ibrahim

الكاتب Ibrahim

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8020110657669519505
https://bremustang.blogspot.com/